المقدمة
القضاءُ على رأسِ الإرهاب مُستمرٌّ مِن رأسِ بَعْلَبَك حيثُ القَصفُ المِدفعيُّ المركّزُ للجيشِ اللبنانيِّ على مراكزِ الإرهابيينَ الذين أصبحوا بينَ خِيارين: فالجيشُ مِن أمامِهم وحزبُ الله معَ الجيشِ السوريِّ مِن خلفِهم ولا بحرَ يُحيطُ بهم، فأين المَفرّ وتضعُ داعش قوتَها في صواريخَ تُطلقُها بينَ الحينِ والآخر على أطرافِ بلدة القاع مِن مواقعِها في جرودِ القاع ورأسِ بَعْلَبك وهي تلجأُ الى رَمي الصواريخِ كلما صَرَخَت مِن ضَرَباتِ الجيش التي غالباً كانت دقيقةً ومباشَرة وهذهِ الدِّقةُ في أصابةِ الهدف تعودُ إلى العينِ الأميركيةِ حيثُ الولاياتُ المتحدةُ ترتكبُ مبادرةً تُعَدُّ أولى الإيجابياتِ في تاريخِها العسكريّ وتمنحُ بموجِبِها الجيشَ اللبنانيَّ إحداثياتٍ عنِ العدوِّ الإرهابيِّ الذي أصبحَ مشتركاً فتكنولوجيا أميركا التي حُجِبَت عن لبنانَ في زمَنِ الاغتيالاتِ موضوعةٌ اليومَ في تصرّفِ الجيش. هي حربٌ عن سابقِ ترصٍّد إذ تَعِرفُ القواتُ الأميركيةُ عَبرَ السماءِ المفتوحةِ أماكنَ ومخابىءَ داعش وإنْ لم تَقصِفْهم في السابقِ مِن فوقِ الرّمادي وعينِ الأسد وتَدمُر ودير الزور فلأنّ عينَها السياسية كانت تنظرُ الى حمايةِ الارهاب وليس الى القضاءِ عليه وعندما تتقصّدُ أن ترى فإنها كانت تأتي بالمطلوبِ الإرهابيِّ مِن أحضانِ حورياتِه كما حدث لأبو سيّاف مسوؤلِ نِفطِ داعش في شرقيِّ سوريا قبلَ عامين اليوم تبدّلتِ الأحوالُ وجنَحت أميركا نحوَ إعادةِ الهيكلةِ في التعاملِ معَ الإرهابِ وقرّرت ضِمناً أن حربَها لم تعدْ تستهدفُ إسقاطَ النظامِ في سوريا وسبقَها إلى هذا الخِيار الماكرونية الفرنسية والفُوهْرِر الألماني وعليه فقد تأخّرَ كثيراً وزيرُ الخارجيةِ السُّعودية في تسلّمِ الرسالةِ الدَّوليةِ أو لعلَ الرسالةَ وصلتْ إليهِ عَبرَ التلكس فهو عندما أبلغَ مِنصةَ الرياض في المعارَضةِ السورية أنّ الأسدَ باقٍ وابحثوا عن رؤيةٍ أخرى للحلّ فإنما كان يقرأُ في الحرفِ الاميركيِّ والاوروبيّ ويتعاملُ معَ الواقعيةِ السياسيةِ الجديدة دوليًا التي ألغت المساعداتِ للمعارضة المسلحة ورفعت عنها "الحجاب" والخطُّ الاميركي الواقعي يتّجهُ الى أبعدَ مِن ذلك بعدما سحبَ الاميركيون أصدقاءَهم المعارضين من التنَف عند الحدود العراقية السورية فيما سيطر الجيشُ السوريّ على السُّخنة وأصحبت بموجِبِ ذلك مناطقُ داعش في دير الزور والبوكمال والإمساكُ بالحدود السورية العراقية مسألةَ وقت وبالتالي يتم تأمينُ الطريق من طهرانَ الى بغدادَ فدمشق وأولُ الرقص مع الاميركيين "حنجلة" إذ إنهم باركوا الحربَ على الارهاب من منصةِ لبنان عندما غضّوا الطرْفَ عن تحرير حزب الله لجرود عرسال ولو استطاعوا لَهَتفوا "لبيكَ يا نصرَالله".