مع تقدّمِه في الزمن يرتفعُ يومُ التحريرِ إلى قِمةِ الأيامِ المتوَّجةِ بالنصر .. وإلى ساعةِ هزيمةٍ لا تزالُ تَشُدُّ على مِعصمِ إسرائيل . فذاك الشهرُ الذي كانَ خيرًا مِن ألفِ دهر حمَلَ معه العدوَّ إلى خارجِ الأرض .. فَتَح أبوابَ الزنازين وحرّرَ المعتقلين وأعادَ إلى جبلِ عامل الزيتونَ والسنابل .
سبعةَ عشَرَ عاماً .. ونهارُ الخامسِ والعِشرينَ مِن أيار أنّا لهم ان يَعثروا عليه في سوقِ العرب ..
لا مرادِفات له في الصحيحِ العربيّ لا بل إنّ كلَّ الإنجازاتِ العربيةَ جاءت مدمِّرةً للدول وتَسعى لليومِ إلى تغييرِ التاريخِ وتحويلِ المقاومةِ إلى إرهاب .
وبكلامِ صانعِ هذا التاريخ السيد حسن نصرالله فإنّ إرادةَ الشعوبِ هي التي تحدّدُ المصير .. لا أميركا ولا العالم ولا الدولُ التي لا تَعرِفُ صُندوقةَ الانتخاب مِن صناديقِ البيض . " وما حدا ياكلنا راسنا"
وأفردَ نصرالله معظمَ خِطابِه للقِممِ الثلاثِ في الرياض التي كانت عبارةً عن قِمةٍ واحدةٍ بينَ ترامب والملِكِ السُّعوديّ وذلك بعد أن مرّر إشاراتٍ مطمئنةً داخلياً تتعلّقُ بقانونِ الانتخاب وقال إنّ هناك بعضَ الأفكارِ الجديدة التي برَزت في اليومينِ الماضيين والتي يمكنُ أن توصلَنا إلى نتجية وقد تقاطعَ هذا التفاؤلُ معَ إعلانِ الرئيس سعد الحريري للجديد أننا أتفقنا على قانونٍ جديدٍ للانتخابِ والنقاشُ متطوّر .
وقد مرّرَ السيد نصرالله إشارةً ثانيةً إلى رئيسِ الجُمهورية العماد ميشال عون بضرورةِ فتحِ دورةٍ استنثائيةٍ لمجلسِ النواب حيثُ لا فراغَ في السلطةِ التشريعية " عسى وعل" نصل الى نتيجة .
هذا الشرطُ استبقَه نصرالله بمكافأةٍ على شكلِ إشادةٍ بوزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل والرئيس عون على الموقِف الشُّجاعِ والصادقِ والمسؤولِ الذي أعلنه وزيرُ الخارجية مِن إعلانِ الرياض ورأى نصرالله أنّ هذا البيانَ لا يُلزمُنا بشيء وهو إعلانٌ أمريكيٌّ سُعوديّ وأنَّ معظمَ الدولِ المشاركة لا علمَ لها به ما يشكّلُ فضيحةً ومَهزَلة.
وتوقّف الأمينُ العامّ لحزبِ الله مطولاً عند الأسبابِ التي تدفعُ السُّعوديةَ إلى الاحتفاءِ بترامب و" تشتشته " وتكريمِه وتجليله وهو مِن أكثرِ الرؤساءِ الذين جاهروا بالعَداء للإسلام والعربِ وهو أكثرُ رئيسٍ عُنصريٍّ في العالَم ويجلِسُ اليومَ على كرسيٍّ مهزوز . وقال نصرالله إنّ السُّعودية أرادت من خلال هذهِ الحفاوة أن تحميَ نفسَها أولًا لأنها داخلَ أميركا وفي أوروبا والعالم هي التي تقفُ خلفَ الجماعاتِ التكفيرية .. وقد جاءتِ اليومَ لتقديم رشوةٍ الى السيدِ الأميركيّ ليضعَها في مصافي الدولِ المواجهةِ للإرهابِ ويدفعَ عنها هذه التُّهمة.
ويجري تقديمُ إيرانَ كدولةٍ تشكّلُ أساسَ الإرهاب ِالعالمي ّمنذ ثورة الخميني وسأل : هل إيرانُ هي مَن صنعت داعش ؟ وطالِبان ؟ والقاعدة ؟ والحركاتِ والجيوشَ الوهابية ؟ وقال : الشمسُ طالعة والناسُ قاشعة .
ورأى نصرالله أنّ كلَّ ما يَهُمُّ الرئيسَ الاميركيّ هو المالُ وإسرائيل .. والسُّعوديةُ قالت له : خُذ حتى ترضى يا ترامب .