مقدمة النشرة المسائية ليوم الجمعة 08-12-2017 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد
هل كان الخيرُ في ما وَقَع؟ وهل علينا اليومَ أن نقولَ شكرًا دونالد ترامب؟ فبقرارٍ انتحاريٍّ جَمع العربَ وأعادَ عزَّ الخلافةِ الإسلامية واستَنهضَ المسحيينَ للدفاعِ عن أرضِ المَهد وضمِّ القُدسِ الشرقيةِ الى الغربية وأشعلَ الصحوةَ العروبيةَ ورتّبَ أولوياتِ المِنطقة بحيث تتقدّمُها فِلَسطينُ وتختتمُها قضيةُ فِلَسطين وشرّعَ مقاومةَ الاحتلال فأصبحت المقاومةُ مطلباً لا غبارَ إرهابٍ عليها دونالد هذا غَسَلَ يومَ الجُمُعةِ مِن تظاهراتِ ربيعٍ زائفٍ وتفجيراتٍ داميةٍ كانَ الإرهابُ يستهدفُ فيها الأبرياءَ وبيوتَ الله.. وردَّ التظاهرَ الى الِقبلةِ الأولى ونَفضَ الانتفاضة وصفَّ جموعَ الناسِ في شوارعِ الحقِّ يخرجونَ من بيوتِهم لأجل بيوتِهم ويغضبون بقدسية مدينتهم هو ترامب الذي تمكّن مِن لمِّ شملِ العربِ على اجتماعٍ يُخصّصُ حصراً لفِلَسطينَ غدًا.. بعدما كانت القضيةُ منسيّة.. وهو الرئيسُ الأميركيُّ الذي استطاعَ أن يوحّدَ دولَ العالَمِ ضِدَّ قرارِه وأن يستدعيَ مجلسَ الأمنِ على خَطرِ ضياعِ القدس تلك المدينةِ المغلّفةِ بقراراتِ الشرعيةِ الدَّولية أدلى ترامب بما لديه.. فماذا لدى العربِ غدًا؟ لن يَرضى الشارعُ العربيُّ بأقلَّ مِن قَطعِ العَلاقاتِ ووقفِ التطبيعِ تسللاً وتودّداً ورسائلَ مِن فوقِ الطاولةِ ومن تحتِها وغزلاً بالأقلامِ والأفلام.. ومعاملة أميركا بالمِثل.. بسلاحِها.. فهي التي تَشهَرُ العَقوباتِ على "الكسّابِ والوهّاب" حاربوها بالسلاحِ التي حاربتْكم به أما بياناتُ الاعتراضِ والإدانةِ والاستنكار والردِّ المناسب في الوقتِ والظرفِ المناسبَينِ فتلك لزومُ الاستهلاكِ الهالك.. وغير قابلةٍ للصرف باستثناء الصرفِ الصِّحيِّ منه ومن عجائبِ ترامب في البلادِ اللبنانية أنه قاد مجلسَ النواب الى وصايا المقاومة بأحرفِها الاولى والاخيرة.. وفي جلسةٍ فِلَسطينية حضرها الاخوان رحباني وصوتُ فيروز كانت التياراتُ السياسية تعيدُ إحياءَ تفاهماتِها ولو على أغنية.. يخرجُ صوتُ ستريدا جعجع مناضلاً زحفاً زحفاً نحو القدس فتجدُ أنّ إبراهيم كَنعان قد سبقها الى ساعاتِ الوغى ويتغلّبُ غازي العريضي على محمّد رعد بدعوتِه الى ولادةِ مقاومةٍ مَيدانيةٍ على أرضِ فِلَسطين.. لتنتهيَ الجلسةُ بتوصيةٍ افتتحها رئيسُ المجلسِ نبيه بري باسمِ قاصِمِ الجبّارين وتتوجّهُ الى الادارةِ الأميركيةِ ومجلسِ الأمنِ مؤكّدةً أنّ قرارَ القدس هو مشروعُ حرب. لبنانُ المحصّنُ تشريعيًا تحصّن اقتصاديًا وامنيًا في اجتماعِ باريس الذي افتتحه الرئيسُ الفرنسي إمانويل ماكرون وحضره رئيسُ الحكومة سعد الحريري ووزيرُ الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون وأبعد من اجتماعات الحمايةِ الدَّوليةِ للبنان جاءَت تحذيراتُ تيلرسون للسُّعودية مدويةً إذ قال إنّ على المملكة أن تكونَ أكثرَ تروياً وتدبًّرا فيما يتعلّقُ بسياستِها تُجاه قطر واليمن ولبنان وأن تفكّرَ في عواقبِ أفعالها. أميركا المتهورة بقرارِ القدس.. تحذّرُ السعودية التي سبقتها الى مغامرات المنطقة .