المقدمة
ثلاثَ عَشْرةَ سنةً على اغتيالٍ بدأ بصدمة ولم ينتهِ بتراكمِ اللُّغز الرابعَ عشَرَ مِن شُباطَ تاريخٌ من انقلابٍ عبرتْه شاحنة وحوّلتِ البلدَ الى رقْمينِ وفريقَين لكنْ بحزنٍ واحدٍ مشترك وتوقّف الوطنُ عند الساعةِ الثانيةَ عشْرةَ وخمسٍ وخمسينَ دقيقة لم تُقلَبْ دقاتُه إلا للاتهامِ الذي لم يَجدْ سِوى فرضيةِ الاتصالِ دمغةً ومَضبطةَ مرور سنواتُ ما بعدَ الاغتيال صرفها اللبنانيون على رفدِ محكمةٍ دَوليةٍ بالأموال من دونِ الأفعال لكنّ الذكرى تَحُلُّ اليومَ على مفارقِ طرقٍ انتخابية وعلى مواعيدَ معَ صدورِ قرارٍ اتهاميٍّ جديد وإذا كان القرارُ ذا صوتٍ تفضيليٍّ واحدٍ فإنّ المستقبلَ وليَّ الدم قد حصّنَ أصواتَه اليومَ في مِهرجانٍ متقدّمِ الحشود مرصوفِ الصفوف محدّدِ الخصومِ مِن الداخلِ إلى الخارج القريب وقدّم المستقبلُ عَرضاً بالكراسي يُمهّدُ لعروضِ المقاعدِ النيابية. هي الذكرى الثالثةَ عشْرةَ على الاغتيال والذكرى الأولى للولادةِ مرّتين بعدَ محنةِ الاستقالة استخلصَ الحريري العِبرةَ رسمَ خريطةَ طريقٍ للمستقبل وبالسلاحِ الثقيلِ العابرِ لصداقةِ المصالح أطلق صَليةَ مواقف أصابت ريفَ أشرف إصاباتٍ مباشَرة ومِن دونِ أن يُسمّيَه قال إنّ الإبداعَ الفكريَّ وصلَ ببعضِ المزايدين إلى المناداةِ بتسليمِ البلدِ لحزبِ الله لتحميلِه مسؤوليةَ التّداعيات وأضاف إنّ هؤلاءِ المزايدينَ كانوا أصدقاءَ لكنّهم ضلُّوا سبيلَ الصداقةِ إلى دروبِ البحثِ عن أدوارٍ في الداخلِ والخارجِ وعلى ابتسامةٍ علَت وجهَ السفيرِ السُّعوديِّ الحاضرِ في الصفِّ الأماميّ قال الحريري إنَّ هؤلاءِ برعوا في تسطيرِ المواقفِ والتقاريرِ ضِدَّ سعد الحريري وتيارِ المستقبل وكلُّ ما يقومونَ به لن يمكّنَهم من الحصولِ على ذَرةٍ واحدةٍ مِن رصيدِ حزبِ اللِه وحلفائِه لكنهم يراهنون على أن يتصيّدوا فُتاتَ الموائدِ في التيارِ ليجعلوا من هذا الفتاتِ وجبةً انتخابية. من على المِنصةِ ذاتِها التي جمعت قبلَ عامٍ الصفَّ الأولَ لقياداتِ الرابعَ عَشَرَ مِن آذارَ بقَبَضاتِهم المرفوعة استعاد الحريري شعار " زي ما هيي" مُفتتحاً معركةَ الانتخاباتِ النيابية حدّد الخِيارَ والمسار وإذ هو أشهرَ إفلاسَه الماليَّ الانتخابيّ حرّك العواطفَ وجيّشَها ضِدَّ خَصمٍ حليفٍ في الحكومة. في المشهدِ الذي ارتَسمَ اليومَ في البيال حَضَرت أرواحُ قياداتِ الصفِّ الأولِ بمُمثلينَ عنهم وارتَسَمت معها معالمُ التحالفات ليَكتملَ المشهدُ بانسحاباتٍ كتائبيةٍ تكتيكيةغادرَ نديم الجميل معترضاً على جلوسِه خلفَ جُبران باسيل والبقية وشمّعَ آلان حكيم الخيطَ وتسلّل بعدما وصلت اليهِ الرسالةُ ببريدِ البروتوكول أما ميشال معوض ومي شدياق فغرّدا اعتراضاً: "ويلّلي بصغر عقله بيتعبوا إجريه".