مقدمة النشرة المسائية ليوم الأربعاء 05-08-2018 مع رامز القاضي من قناة الجديد
استيقظ أيلول على معركةِ صلاحياتٍ استجارَت بالمراجعِ الدينيةِ مِن الديمان إلى دارِ الفتوى وبلغَت حدودَ الفاتيكان.. وكلٌ يَنصُرُ موقعَه تحتَ لواء "يا غيرة الدين" وهلمّوا إلينا فنحن نُحتَضر وتُسحبُ الصلاحياتُ مِن بينِ أيدينا والمعركةُ ذاتُ الأبعادِ الطائفية تلّمُ "الشامي على المغربي"، فيصبحُ ميقاتي شفيعَ الحريري.. والسنيورة الضَّنينَ على الدستور.. وأشرف ريفي صاحبَ واجبٍ سياسيٍّ معَ سعد الحريري والمجموعةُ الكاملةُ تؤلّفُ جبهةَ عُنفوانٍ وتصدٍّ وتعبئةٍ عامةٍ لصدِّ الضَّيمِ عن موقعِ الرئاسةِ السنية لكنّ قراءةً في أحكامِ الدستور تُغني عن معركة.. فالعودةُ إلى الطائف تجنّبُ الرؤساءَ حروبَ الطوائف لكونِ الموادِّ الواضحةِ تَمنحُ رئيسَ الجُمهورية حقوقَ التأليفِ بالشراكةِ معَ الرئيسِ المُكلّف فهو وفقًا لكلامِ وزيرِ العدل سليم جريصاتي شريكُ رئيسِ الحكومةِ في التشكيل وليس صُندوقَ بريد وإذا كنتم تنتظرونَ أن يوافقَ رئيسُ الجُمهوريةِ حتمًا فهذا لم يعدِ اتفاقًا وأصبح إذعانًا ولمَسَ جريصاتي معركةً دنكوشوطيةً وعوائقَ مُصطنعةً ووهميةً لتبريرِ التأخيرِ في تأليفِ الحكومة وأمامَ زَحفِ الجدال وتصاعدِه أفقيًا وعَموديا فإنّ الرئيس عون ووَفقَ معلوماتِ الجديد يعتزمُ استخدامَ أولِ حقوقِه الدستوريةِ في توجيهِ رسالةٍ إلى مجلسِ النواب ستكونُ عناوينُها المضمرةُ لرئيسِ الحكومة: ألّف أوِ اعتذِر فالرئيس ميشال عون عندما أبدى ملاحظاتٍ على صيغةِ الحكومةِ المقترحة كان ذلك استنادًا الى معاييرَ اتّفقَ على خطوطِها مع الرئيسِ المكلّف.. تنطلقُ مِن عدالةِ التوزيع وصولًا إلى مصلحةِ الوطن أما إذا أرادَ الرئيسُ الحريري أن يَخرُقَ هذه المعاييرَ بصيغةِ مَن لا يملِكُ الحيلةَ فسوف يتحمّلُ مسوؤليتَها منفردًا وقد يكونُ مِن الأجدى لرئيسِ الجُمهورية ساعتئذٍ ألا يدخُلَ شريكًا فيها فالوزارةُ المفخّخةُ لن يكونَ لديها قوةُ صمود أمام الأحداثِ المتغيّرةِ في المِنطقة والامور مِن منظارِ عين التينة بدَت كمريضٍ في غرفةِ العنايةِ المركّزة لكنّ الرئيس نبيه بري تحدّثَ كمراقبٍ سويديّ إذ إنه لا يعرفُ عن الصيغةِ الجديدة شئياً وهو في علمِ الأحياءِ السياسية أحدُ صنّاعِ تركيبتِها وقال بري لنوابِ لقاءِ الأربِعاء إنّ أحدًا مِن الخارج لم يتدخّلْ في تشكيلِ الحكومة بل على العكس لو كان هناك ضغطٌ خارجيٌ "كان مشي الحال" لأنو "متعودة.. دايماً".