هي أقدامٌ هدّارة تَخطو مِن سهلٍ إلى جرد مِن تلٍ إلى وادٍ حيثُ باتَ الجيشُ اللبنانيُّ على بُعدِ عِشرينَ كيلومترًا مِن إعلانِ النصر والسيطرةِ على كاملِ المِساحةِ التي يحتلُها إرهابُ داعش على الجانبِ اللبناني
وقد أعلنت مديريةُ التوجيهِ في المرحلةِ الثالثةِ مِن عمليةِ فجرِ الجرود أنّ العمليةَ حقّقت هدفَها وتمكّنت مِن إحكامِ السيطرةِ على كاملِ البُقعةِ الشَّماليةِ لجبهةِ القتالِ حتّى الحدودِ اللبنانيةِ السّورية ووَفقًا للمعلومات فإنه في المراحلِ الثلاثِ مِن ضربِ داعش لم تَفتحِ المؤسسةُ العسكريةُ أيّاً مِن أبوابِ التفاوض معَ التنظيمِ الإرهابيِّ الذي بات محاصرًا ويلجأُ إلى الوسطاء لكنَّ الجيشَ وَضَعَ أمامَه أهدافاً وسيُنفّذُها أما الرُّسُلُ التي تَطرُقُ بابَ لواءِ التفاوض عباس إبراهيم فلن تجدَ لديهِ سِوى جوابٍ واحد: العسكريونَ أولا ً وأخيرًا وعلى هذا المبدأ تستعدُّ القُرى جارةُ الجرود للاحتفالِ بالنصرِ عَبرَ رَفعِ أقواسِه وعودةِ العسكر. لكنْ إلى أين سيتوجّهُ الإرهابُ بعدَ إزاحتِه عن الحدود ؟
فطريقُهم أَصبحَت مُقفلة .. لا بحرَ وراءَهم وحِزبُ الله والجيشُ السّوريُّ سيكونانِ أمامَهم .. وأسوأُ الهروبِ هو رميُ أنفسِهم بنارِ النظامِ السوريِّ الذي سيَنتظرُهم عندَ قارة القلمون على أنّ الهربَ بات مُهمةً شاقّة لأنّ مقاتلي حزبِ الله انتزعو مِن يدِ داعش جِهازَ الإشارة وإذا كان شعارُ المعركة " وإن عُدتُم عُدنا " فإنّ الإرهابَ لم يعدْ في استطاعتِه العودةُ أو الرجوعُ وما عليه سِوى الاستسلامِ أو الموت بعدما " فلح المجاهدون بتلالِهم وغُرَفِ اتصالاتِهم وببِطاقاتِ انتسابِهم .. وعادوا كما كانوا بلا نسب. وعلى معاركِ جرود ساحةِ النجمة ثمةَ مجاهدونَ يَفلحونَ ضِدَّ إرهابِ الفسادِ في الدولة .. بينَهم جهاد مِن قلبِ المؤسسةِ الأم حِزب الله .. وآخرونَ من بيتِ الكتائب .. فالنائب حسَن فضل الله أصدرَ الجُزءَ الثانيَ مِن صفَحاتٍ أليمة تتضمّنُ هدراً مقوننًا وترعاهُ الوزراتُ والمؤسساتُ مِن الاتصالاتِ إلى الطاقةِ وإيجاراتِ الدولةِ والأبراجِ العشوائيةِ والمَشاعات طارحاً سوابقَ في دولٍ أخرى دخلَ فيها رؤساءُ حكوماتٍ السِّجن .
وعلى خُطىً رديفةٍ ضَرَبَ النائب سامي الجميل في عُمقِ مِزاجِ السلطة التي تُطيّرُ موظفين وقُضاةً وانتخاباتٍ فَرعية وقال إنّ البِطاقةَ الانتخابيةَ الممغنطة هي للضغطِ على الناخب ودعا الجميل النوابَ إلى التوقيعِ على طعنٍ أعدَّه حزبُ الكتائب وقال بات لدينا سبعةُ إمضاءات ونرحّبُ بأيِّ نائبٍ يريدُ أن يوقّع ومعادلةُ سامي فضل الله قد لا تجتمعُ تحتَ سقفٍ سياسيٍّ واحد لكنّها حُكماً تلتقي تحتَ سقفِ حمايةِ أموالِ الدولة ..
فالسيد والشيخ .. قلبٌ واحدٌ على ما تبقّى مِن بلد .