المقدمة
بزخْمٍ عادت الحركةُ الى بيتِ الوسط ساطعةً باسمةً متيقّظةً كالسبع لكنّها وضعت شروطاً لتخفيفِ وطأةِ التراجعِ عن الاستقالة وسقفُ هذه الشروط لا يَقفِزُ عن الطائف ولا يعلو على النأيِ بالنفس معَ رشةٍ مِن الوَحدةِ الوطنيةِ وحبةِ مِسك للعَلاقاتِ العربية لن يختلِفَ الوطنُ ومكوّناتُه على هذه المطالبِ التي وفرَّ جُزءاً كبيراً منها الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله في خِطابٍ فَتَحَ مَعبرَ العودة وربما استجاب الروسُ بدورِهم لمطالبِ الحريري عن غيرِ تنسيقٍ بإعلانِ قيادةِ الأركانِ العامةِ للجيشِ الروسيِّ اليومَ أنّ القوةَ العسكريةَ في سوريا ستنخفضُ نهايةَ العامِ بشكلٍ كبيرٍ على الارجح وهو قرارٌ يَعقُبُ قِمةَ سوتشي الإيرانيةَ الروسيةَ التركيةَ التي رَسمت إعلانَ نهايةِ الحرب وعلى استقرارِ المِنطقة استقرّ بيتُ الوسَط وعَقدت الكُتلةُ النيابيةُ اجتماعاً احتفالياً بعودةِ الحريري لم يَغبْ عنه الانفتاحُ على الحوارِ الذي أبداهُ حزبُ الله كما يؤكّدُ مصدرٌ مشاركٌ في الاجتماعِ للجديد وإذا كان المصدرُ قد همَسَ سرا ً فإنّ حزبَ الله قالَها جَهاراً ورحّبت كتلتُه النيابيةُ بالتصريحاتِ الإيجابيةِ التي صدَرت عن الرئيسِ الحريري وبالمَسارِ الذي تسلُكُه المساعي والمشارواتُ المبشِّرةُ بإمكانيةِ عودةِ الأمورِ إلى طبيعتِها لكنَّ الترحيبَ لم يمنعِ النائب حسن فضل الله من التذكيرِ بالساعين لاستحضارِ عواملِ الفتنةِ وتهديدِ السِّلمِ الأهليّ وتعطيلِ الحياةِ السياسةِ في البلاد وهي الخُطةُ السُّعوديةُ التي سقَطت بضربةِ الوَحدةِ القاضية وبدأت المملكةُ برفعِ أضرارِها سواءٌ عَبرَ وضعِ وزيرِ الحرب ثامر السبهان خلفَ المشهدِ السياسيّ أو مِن خلالِ بِطاقاتِ حبٍّ يُرسلُها وليد البخاري إلى بيروت موفداً القُبلَ للبحر والبيوت وهي البيوتُ نفسُها التي اُريد لها أن يقاتلَ بعضُها بعضاً وأن تصبحَ مجدًا مِن رماد لكنّ أهلَ مكةَ لا يَدرون بشعابِنا وبالتوزانِ الذي يولدُ مِن حرب وعلى أعتابِ خراب وهذا التوازن كان دائمًا ميزةَ لبنان الذي يَنتصفُ شرقًا وغربا ولبنانُ دولةٌ ذاتُ تركيبةٍ متعددةٍ ومتنوعة كان التوازنُ الداخليُّ بينَ مختلِفِ مكوّناتِه ولا يزالُ شرطاً أساساً مِن شروطِ استقراره وما مِن مرةٍ اختلَّ فيها هذا التوازنُ إلا انفجرت أَزَماتٌ سياسيةٌ أو اقتصاديةٌ أو أمنية.