مقدمة النشرة المسائية ليوم الأثنين 27-11-2017 مع جورج صليبي من قناة الجديد
في علمِ الأحياء فإنّ السلفي بعدَ التريّث تعادلُ انتهاءَ فترةِ التأمّل.. وتمهّدُ الطريقَ إلى السرايا بتوافقٍ رئاسيٍّ أعدّ اليومَ مرسومَ العودةِ على طريقةِ المشاورات ففي نهارِ التشاورِ غيرِ الطويل خَلَصَ الرئيس ميشال عون إلى أنّ النتائجَ كانت إيجابيةً وبنّاءة.. وقد توافَقَ المشاركونَ على النِّقاطِ الأساسية.. لكنّ بتَّها تُركَ للمؤسساتِ الدستوريةِ بعدَ عودةِ رئيسِ الجُمهورية مِن زيارتِه الرسميةِ لإيطاليا التي ستستمرُّ حتى يومِ الجُمعةِ المقبل وإذ أشاد عون باستجابةِ رؤساءِ وممثلي الكُتلِ السياسيةِ وتشديدِهم على الوَحدةِ الوطنيةِ والاستقرارِ الأمنيِّ والسياسيِّ والاقتصاديّ فُهِمَ أنَّ هذا الخَطَّ البيانيَّ سيكونُ العُنوانَ الأبرزَ لمخرجِ التريّثِ الذي وضعَه الرئيس نبيه بري في معادلةْ تفاءلوا بالخير تَجدوه وما تحقّقَ مِن هذه المعادلةِ لتاريخِه هو التفاؤل لكنَّ المرجّحَ ألا تُترَكَ البقيةُ لــــ"مملكةِ الخير" بعدما سلَك رئيسُ الحكومة خِياراً أعادَ إليه الابتسامة وبعدما انطفأت محرّكاتُ السُّعودية لتوتيرِ لبنان.. وأصبحَ السبهان خارجَ الزمانِ والمكان وعملياتُ التنقيب عنه جارية بينَ السطورِ الافتراضية التي خرج منها ولم يعد علماً أنّ تصريحاتِه الهداّمةَ لهذا البلد شكّلت ضررًا على المملكةِ نفسِها وليس على لبنان الذي أعادَ تحصينَ وَحدتِه فثامر السبهان وعادل الجُبير ووليد البُخاري شكّلوا ثلاثيةً ارتدّت مفاعيلُها إيجابًا على البلادِ العنيدةِ ما رتّبَ على السُّعوديةِ إعادةَ التموضع وكفَّ اليد ولكنّ المشكلةَ سوف تقعُ على الخليج إذا ما قرّر ثامر السبهان تطبيق َمفاعيلِ حقيبتِه هناك كوزيرٍ لشؤونِ الخليج الذي لا تَنقُصُه شَرذمةٌ وتفرِقة وما يَهُمُّ لبنانَ اليومَ هو الاستثمارُ في وَحدتِه أما النأيُ بالنفس فتلك بِدعةُ هذا البلد وخِبرتُه وقد تخرّجَ منها وخرّجَ أجيالاً حكومية.. لن يَعصى على اللبنانيين تدبيرُ أمرِهم في البِدَعِ والنأيِ والحِيادِ وإعادةِ تأكيدِ هذهِ المفرداتِ في البيانِ الوزاريِّ أو حتى في تحمّلِ صدورِ إعلانِ بعبدا جديد وليسامحْنا الله وإذا تعذرّت فهذا وليد جنبلاط يَنطِقُ بالحِكَم ويطرحُ أسلوبَ الدوزنةِ السياسة وهو العارفُ بالباطن إذ قالَ مِن بعبدا إنّ هذه الازْمةَ سنُسمّيها عابرة ومن الافضل ألا نشيرَ في أي محادثات لاحقة الى قضية السلاح وإذا كان الوضوحُ في مشاوراتِ بعبدا قد أفضى الى مواقفَ تؤمّنُ المَخرجَ فإنّ رئيسَ حزبِ القواتِ اللبنانية سمير جعجع حارَ بين ماضي مواقفِه ومستقبلِها فهو لم يعد على عُجالةٍ من أمرِه للخروجِ من الحكومة.. قائلًا نحن نستقيلُ متى نشاء وربما يعلنُ جعجع أنه أولُ العائدين بعدما تصلُه أنباءُ رئيسِ الحكومة من أنه يودُّ أن يبقى رئيسًا للوزراء قائلاً إنّ ما حصلَ في السعودية احتفظ به لنفسي.