مقدمة النشرة المسائية ليوم السبت 05-08-2017 مع وعد هاشم من قناة الجديد
ربما لم تحددُ ساعةُ الصفرلكن المعركة َ التحضيرية انطلقت على ظهر راجماتٍ دكت مواقعَ داعش من الرأس حتى القاع. هي المرحلة الأولى على طريق تحرير خاصرةِ البقاعِ الشَمالية من رِجْس الشيطان، يقودُها جيشٌ برتبة وطن، وحماسةُ الأهالي مَيمَنَتُه والمَيسرة. أما ما وراءَ سلسلةِ الجبال فقوة ُ إسنادٍ من ظهيرٍ برتبة مقاومة تكاتفت مع الجيش السوري بأمر عملياتٍ واحدٍ لخوض معركة الحدود بعد معركة الجرود، وفكِ أسرِها من تنظيم داعش. المعركةُ ضد داعش أرست معادلة ً جديدة قوامُها جيشان ومقاومة وفي المربع المحتل عدوٌ أسود يقبع بين فكي كَمّاشة: فالجيشُ اللبناني أمامَه والجيشُ السوري والمقاومة وراءَه، فإلى أين المفر؟ في معركةٍ تستحقُ عن جدارة لقبَ "أمُ المعارك"، والكلمة فيها لا خيارَ ثالثَ لها إما المعركة وإما الاستسلام. وإذا كان التفاوضُ يسير جنباً إلى جنبٍ مع الميدان، فإن دون التفاوض عقباتٍ والمَهَمة ستكون شاقة على رجلِ المَهمات الصَعبة اللواء عباس ابراهيم لأن دروبَ داعش كلُها مقطوعة: فالأميركيون رفضوا هجرتَهم المعاكسة باتجاه دارِ الخِلافة في الرَقة والنظامُ السوري رفع السدودَ بوجه نزوحِهم إلى دير الزور وفي إدلب، معقَلُ النصرة ينتظرُهم مصيرٌ أسوءُ من المعركة وبالتالي فإن الحسمَ العسكري هو آخرُ الدواء بقيادة الجيش اللبناني وبالتنسيق مع الجيش السوري وحزبِ اللهوإذا كانت حظوظُ التفاوض على الانسحاب معدومة ً والتفاوض على الاستسلام ليسَ بالأمر اليسير فأمام اللواء عباس ابراهيم بقعة ُ ضوءٍ في إخراج آلاف النازحين من فلك داعش كيلا يؤخذُ بعضُهم دروعاً مدنية أو يتحولُ البعضُ الآخر قنابلَ موقوتة وإعادتِهم إلى ديارهم ومناطقهم الآمنةوهو إنجازٌ إذا ما تم يعادل إنجازَ الميدانفالسيد نصرالله دعا للابتعاد عن الكيد السياسي في معالجة أزمة النازحين والتعاطي مع الملف بمسؤولية وطنية وثمّن أولاً دورَ اللواء قبل أن يُثنيَ على موقِفَي رئيسي الجمهورية والحكومة من معركة الجرود وسمى الوقائعَ بأسمائها لكن ثمةَ معركة ٌ لا تقل أهمية عن الميدان هي المعركة ُ ضد الفساد فرئيس الجمهورية قارب الكبيرَ فيها من دون أن يسميَه وأطلق إشاراتٍ ضوئية باتجاه
من يتحصنون بالحَصانات طالباً بضرورة إسقاطِها عن كل من يمارسون الفساد وهؤلاء ليسوا بقليلين . عون استعار من الكاتب الفرنسي بلزاك قولَه عن القوانين إنها كخيوطِ العنكبوت يخرقُها الذبابُ الكبير ويلتصق بها الذبابُ الصغير وفي كل مرة نفتش عن الحاجب الذي ارتشى دون أن ننظرَ الى الكبير الموجود في أعلى المراكز ...والكبيرُ من الإشارة يفهم.