الوية الشهداء عَبَرت الى الوطن بقوة تحرير الارض .. والارض لهم .. تشتاقُهم .. ترابُها يغني لحنَهم ويرددُ كلماتِهم ويرتفع بإحتضان اجسادهم ..
هم ثمرة ُ معركة وحصادُ نصر وقد شقت مواكبُهم قرى ً إستقبلتهم بالورد والدمع ..
واول لقاء لهم مع الوطن كان في ثكنة اللواء التاسع للجيش في اللبوة .. وهو المكان الذي يحكي للزمان عن علاقة معمدة بالدم بين جيش ومقاومة وبشهادة شعب على سن البقاع ورمحه . وعدا ذلك من آراء ليس سوى وجهة ِ نظر سقطت بالتجربة .
ألوية الشهداء سلكت طريقها الى شوارعَ لم يكن على طرف لسانها سوى شكر ِ السيد حسن .. الاسم الذي تردد على شفاه الناس المنتشرة على جنبات الطرق
وإذا كان الامين العام لحزب الله قد انتشر َبين المواطنين بشكل غير مرئي فإن امين عامم التفاوض اللواء عباس أبراهيم كان كمن يحمل الشهداء َعلى كتفيه بعد قلبه .. ويفكك ما يعترضُ طريقَ وصولِهم من عقبات ويقف ُ حاملاً مفاتيحَ الاتفاق دونَ قيدٍ أو شرط لان النصرة لم تكن في وضعِ يسمح لها بالمزيد من الشروط .
نجح ابراهيم في تنفيذ المرحلة الاولى التي قضت بتسليم ثماني جثث للنصرة في مقابل عودة جثامين خمسة شهداء لحزب الله
اما المرحلة ُ التالية فهي لتحميل افواج النصرة وتوابعها الى ادلب وسط تزايد الاعداد التي طلبت المغادرة حيث سيواجه المفاوضون أزمةً في تأمين الباصات الخضر لنقلهم .
وتشتمل المرحلة الثانية على تحرير اسرى حزب الله ومن بينهم ثلاثة مقاومين كانوا ضلوا طريقهم وأعتقلتهم النصرة في المعركة الاخيرة وعلى طريق الجرد .. أم علي البزال التي أشتمت اليوم رائحة َثيابِ شهيدِها .. واحتضنت تراباً مشى عليه .. وزارت زنزانةً اعتقل فيها .. فبكت دمعتين ووردة هي أم علي .. أم البطل .. السيدة التي قادتها خطواتُها الى حيث خطواته الاخيرة .. صلّت له هناك وعانقت روحَه التي ما أنهزمت .. وفضلت ان تموت واقفة .