عون#فخامة_التهديد
الرئيس لم يقع لا بل هو ارتفع
الساقطونَ كُثُر وبعضُهم تركُلُه سفيرةٌ أميركيةٌ بالكعبِ العالي وتفخَرُ بحِزامِها الأسود والساقطونَ هم مَن أنزلتْهمُ الجامعةُ العربيةُ مِن جدولِ أعمالِها ورَمَت برسالتِهم في أقربِ بيتِ ماء
للسقوطِ أشباهُ رجالٍ كُثُر ومنهم مَن كبَّ فِلَسطينَ ببحرٍ ميّت ولم يُضمّنْ بيانَ العربِ الختامي أيَّ عبارةِ تهديدٍ لإسرائيل . هؤلاءِ همُ المتعثّرونَ العاثرونَ الزاحفونَ نحوَ القُدس من بوابةٍ إسرائيليةٍ مفتوحةٍ على شبابيك العَرب
أما الرئيس ميشال عون فإنّ خِطابَه أمامَ القِمةِ العربيةِ تمنحُه وسامَ الرِّفعْةِ الوطنيةِ مِن رُتبةِ رئيسٍ بضميرٍ حيٍّ على بحرٍ عربيٍّ ميّت إذ أدلى بمواقفَ جاءَت كسؤالٍ صارخٍ لكلِّ مَن شاركَ في دعمِ الحروب وموّلَها وغطّاها وسعّرَها وسأل مرارًا مَن ربِحَ الحرب؟ مَن خسِرَ الحرب؟ الجميعُ خاسرون الجميعُ قتلى ومِن أجلِ من ؟ هل حرّرتُم القدس وأعدتُمُ اللاجئين؟ وفي أيٍّ مِن الصفَحاتِ سنُسجّلُ الانتصارات؟ ومِن مَوقِعِ المبادرِ طَرَحَ عون وَقفَ الحروبِ بينَ الإخوةِ بجميعِ أشكالِها العسكريةِ والماديةِ والإعلاميةِ والدبلوماسية وبذلك يكونُ قد أعطى كلَّ دولةٍ حِصتَها من دورٍ في دعمِ الحروب وتغذيتِها ودعا إلى الجلوسِ على طاولةِ حوار وإلا ذَهَبنا جميعاً عمولةَ حلّ لم يَعُدْ بعيداً سيُفرَضُ علينا .
إختَتمَ عون بعبارة اللهمَّ اشهدْ أنّي بلغّت لكنّ المبلغينَ كادوا لا يصلونَ الى عباراتٍ عامةٍ تدعَمُ تسويةً في سوريا يصوغُها كلُّ السوريينَ وتَدعو الدولَ الى عدَمِ نقلِ سِفارتِها الى القدس على أن تستضيفَ السُّعوديةُ القِمةَ العربيةَ المقبلة
تلكَ القِمةُ استَعجَلَ حضورَها الرئيس سعد الحريري منذ اليومِ حيثُ طارَ إلى الرياض على متنِ طائرةِ الملِكِ السُّعوديّ سَلمان بن عبد العزيز دُفعةً واحدةً في تعويضٍ عن حِرمانِ السنين حلّقَ الحريري عالياً على جَناحٍ ملَكيّ بعدما أدّى دوراً دبلوماسياً وسياسياً عكس صورةَ التضامنِ اللبنانيِّ كوفدٍ موحّدٍ استطاعَ أن يتماسكَ في وجهِ رياحِ الرسائلِ العابرة .
لكنّ المفاجىءَ أنّ البيانَ الختاميَّ للقِمةِ العربيةِ أهملَ الرسالةَ الخماسيةَ وقرأَ فقط ما وردَ مِن الرئيسينِ الروسيِّ والفرنسيِّ فيما جاء كلامُ وزيرِ الداخلية نهاد المشنوق من أبو ظبي صفْعةً على خدودِ الخمسة إذ رأى أنّ الرؤساءَ تجاوزوا الحدودَ في الجغرافيا وأصولِ السياسة ولا يُزايدنَّ علينا أحدٌ في العروبة ولا بسلاحِ حِزبِ الله .
وسيكونُ معنا أحدُ الأقطابِ الخمسة الرئيس ميشال سليمان خلال هذه النشرة للردِّ على كل ِّردود الفعلِ التي أعقبت الرسالةَ الى الجامعةِ العربية .