فقولنا إرادة التغيير لا يضيف شيئاً إلى شيء بل هو قول يوضح معنى الإرادة بإبراز عنصر من عناصرها ، وكان يكفي أن تقول عن الإنسان إنه إنسان حي لنفهم من ذلك أنه ذو وحدة عضوية هادفة ، وأنه في سيره نحو أهدافه كائن عاقل مريد ، وأنه في إرادته فاعل ، وأنه في فعله متحرك ومحرك ومتغير ومغير .
إن أهم ما نريد أن نقرره هنا - تمهيداً للنتائج التي سنستخرجها في الفقرة التالية من المقال هو العلاقة بين الفرد والمجموع تلك العلاقة التي تضمن للفرد حريته ، وفي الوقت نفسه تضمن مشاركته للمجموع في رسم الأهداف ، فما أكثر ما قاله القائلون بوجود التعارض بين أن يكون الفرد منخرطاً (منتظماً) في جهد جماعي يساير فيه مواطنيه ، وأن يكون - مع ذلك حراً - في التماس الطريق الذي يراه ملائماً له .