من أجمل قصائد أبي الطيب المتنبي، ألقاها في سيف الدولة الحمداني، بعد أن أعمل الوشاه وقيعتهم ما بينهما.
فانقطعا عن بعضهما، وتباعدا ومضى الزمن..فأنشد المتنبى هذه الاعتذاريه العظيمة... التي يقول المتنبي في مطلعها:
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ ازوِرارا " " وَصارَ طَويلُ السَلامِ اختِصارا
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ " " أَموتُ مِرارًا وَأَحيا مِرارا
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِيًا " " وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اعتَذَرتُ " " إِلَيكَ أَرادَ اعتِذاري اعتِذارا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنُوبَ الزّمَانِ، إلَيّ أسَاءَ وَإيّايَ ضَارَا
وَعِنْدي لَكَ الشُّرُدُ السّائِرا تُ لا يختَصِصْنَ منَ الأرْضِ دارَا
قَوَافٍ إذا سِرْنَ عَنْ مِقْوَلي وَثَبْنَ الجِبالَ وَخُضْنَ البِحارَا
وَلي فيكَ مَا لم يَقُلْ قَائِلٌ وَمَا لم يَسِرْ قَمَرٌ حَيثُ سَارَا
فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا
سَمَا بكَ هَمّيَ فوْقَ الهُمومِ فَلَسْتُ أعُدُّ يَسَاراً يَسَارَا
بصوت د. علي بن تميم
إخراج نجيب زيتوني