ثورة مصر أمام حائط يخيرها بين طريق الماضي الذي يرى كثيرون أنه طريق دولة عسكرية فاشية، و طريق المستقبل الذي يخشى كثيرون من أن يؤدي إلى دولة دينية فاشية.
طيب الله أوقاتكم. "الاختيار بين مرسي و شفيق يترك جانباً كبيراً من شعب مصر و هو يشعر بالاضطهاد و الذهول"، هكذا عبرت صحيفة الواشنطن بوست الأميريكية عن حقيقة الموقف في مصر.
في الواقع هذه هي النتيجة الحقيقية لانتخابات الرئاسة في مصر. قلب ميدان التحرير المدني، ممثلاً في مرشحيه حمدين صباحي و عبد المنعم أبو الفتوح و سليم العوا و خالد علي و هشام البسطويسي و أبو العز الحريري، يكتسح الصندوق و يترك كل صاحب ضمير وطني منزه عن غرض في مأزق أخلاقي إن كانت لا تزال في مصر أخلاق.
في حياة الشعوب و الأمم أحداث تخرج عن المألوف أحياناً، أحداث استثنائية، و لا مثيل لحدث في استثنائيته كثورة كبرى خرجت من باطن المجتمع و أطاحت برأس النظام. تستطيع عندئذ أن تتماهر على الله باسم حماية الدين أو أن تتماهر على الناس باسم حماية الدولة. تستطيع أن تتماهر مثلما تماهر رئيس مصري سابق علينا جميعاً حين قال: "كله بالقانون". تستطيع هذا و ربما تستطيع أكثر من هذا، لكنك لن تستطيع في النهاية سوى أن تؤجل لفترة وجيزة بركاناً لا يريد له أحد أن ينفجر. أثر الأصابع بصمة في وجه من عرف المهارة.