الصبيُّ الذي لم يعِدْنا بشيءْ
الصبيُّ الذي في مراهقةِ العُمرِ
حيث الجَلافةُ والإرتباكُ اللطيفْ
والذي لم يُجِدْ، بَعْدُ، تدبير مصيدةٍ لابنة الجار
حتى يبادلَها كلْمتيْنِ اثنتيْنْ
الصبيُّ الذي تتقافزُ عيناه
عند انحسار ثياب النساء السميناتِ
عن مرمر الركبتيْن
الفتى الأزعرُ الأُكذُبانُ الذي غَلَّبَ المَدْرَسة
والذي قال عنه المُدرِّسُ للوالِدَيْنْ:
إبنُكُمْ بَيْنَ بَيْنْ
الصبيُّ الذي يتحالى أمام الضيوفْ
الصبيُّ الذي لم يَعِدْنا بشيءْ
رَدَّدَ الرَّعْدُ في قلبهِ هَوْلَ أيامِهِ
ردد الرعد في قلبهِ هولَ أيامنا
وانتخى بارزاً في الصفوف
الصبيُّ الذي لم يَعِدْنا بشيءْ
داخَتِ الأرضُ مِن صوتِهِ
داختِ الأرضُ من صمتِهِ
داختِ الأرضُ مِن مَوْتِهِ
إذْ هوى فوق حد الرصيفْ
فوَفّى، وكَفّى، وأَغفى، بلا ضجةٍ
و ا ن ت صَ ر
::: ::: :::
مريد البرغوثي
كُتبت عام 1988 ونشرت في ديوان رنة الإبرة 1993