واجه المغرب منذ حصوله على الاستقلال سنة 1956م ضغطاً استعمارياً يرمي لإقرار وتثبيت الوجود اللغوي الفرنسي بالمغرب المستقل، وإعطاء هذا الوجود الذي فرضته الحماية الفرنسية في عهدها صفة الشرعية والاستمرار في ميدان التعليم والتربية وتكوين الأطر؛ فقد استطاعت فرنسا بدهائها وخبرتها الطويلة، وبفضل تلاميذها الذين كونتهم، وعملائها الذين أحتضنتهم اختراق نظم التربية والتعليم، وانتهاج سياسة تعليمية هدفها (فَرْنَسَةُ) الأجيال الناشئة، وإفراغُها من قيمها الدينية والحضارية ليسهل دمجها في إطار دولة (فرنكو ـ علمانية) منعزلة تماماً عن تاريخها وحضارتها العربية الإسلامية، وتصبح من ثمَّ أداة تحكم في المجتمع المغربي، يؤكد أن الوجود الفرنسي أصبح متغلغلاً في المجال التعليمي وأقوى مما كان عليه زمن الاستعمار، وأنه لم يتخل عن فرض نفسه شريكاً لنا في تعليمنا وثقافتنا.