أكدت دراسة علمية جديدة أنه إذا كان هناك مخلوقات فضائية في نظامنا الشمسي فستكون في القمر السادس لكوكب الزهرة، والذي يطلق عليه اسم "إنسيلادوس". وكشف "مرصد جيمس ويب" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن وجود سحابة كبيرة مثيرة من بخار الماء في القطب الجنوبي لهذا القمر. ويقول الباحثون إن سحابة بخار الماء تنتشر على امتداد نحو 6000 ميل، وهو ما يعادل المسافة بين لوس انجلوس وبوينس ايرس. ويدور حول كوكب الزهرة نحو 100 قمر، ولكن "إنسيلادوس" هو الوحيد الذي يحوي محيط من المياه السائلة، مما يجعله شبيهًا بالأرض. ومن غير الواضح ما هو السبب الذي أدى إلى حدوث هذه السحابة الضخمة، على الرغم من أن العلماء يعتقدون أن المحيط يمكن ان يكون موطنًا لحياة فضائية. ويظهر "إنسيلادوس" في الفضاء كغلاف جوي جميل أبيض، ومغطى بطبقة من الجليد الذي يبلغ سمكه 12 ميلًا على الأقل. ومن المعروف حاليًا أن بخار الماء وبعض الجسيمات الصلبة مثل بلورات الجليد صادرة عن الكسور الموجودة في السطح المتجمد، والذي يطلق عليه اسم "خطوط النمر". لكن العلماء كانوا مذهولين من حجم السحابة، التي تتم مشاهدتها للمرة الأولى بينما ينبثق منها الماء من مسافة شاسعة. وقال أحد أعضاء فريق العلماء في "مركز غودارد للطيران الفضائي" التابع لـ "ناسا" جيرونيمو فيلانوفا: "عندما كنت أنظر إلى هذه المعلومات بدأت أفكر في البداية بأنني مخطئ. لقد كان الأمر صادمًا حيث تم اكتشاف سحابة أكبر من حجم القمر الذي يدور حول الأرض بـ 20 ضعفًا. وتمتد هذه السحابة إلى ما هو أبعد بكثير من منطقة ظهورها في القطب الجنوبي للقمر". "إنسيلادوس" هو أحد أماكن قليلة في نظامنا الشمسي الذي يحوي مياهاً سائلة، إضافة إلى الأرض وقمر يوروبا التابع لكوكب عطارد، مما يجعله هدفًا للاهتمام من قبل علماء الفلك. ويدور "إنسيلادوس" في مدار حول كوكب الزهرة على مسافة 148 ألف ميلًا، بين مداري قمرين آخرين هما "ميماس" و"تيثيز". ويكون مدار "إنسيلادوس" حول كوكب الزهرة سريعًا نسبيًا، حيث تصل سرعته إلى نحو 33 ساعة للدورة الكاملة، وفقاً لفيلانوفا، الذي كتب هذه الدراسة التي تصف ما تم اكتشافه أخيرًا بشأن قمر "إنسيلادوس".