تحدث الرقيب المتقاعد من قوات النخبة في البحرية الأمريكية، كيفن هولاند، عن تفاصيل جديدة حول المهمة السرية لعملية اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 13 ديسمبر عام 2003. وقال كيفن هولاند الذي شارك قبل عقدين من الزمن مع "قوة دلتا" الخاصة باكتشاف مخبأ صدام حسين ولحظة اعتقاله، قوله، إن فريق "قوة دلتا" أخبر الرئيس العراقي الأسبق لحظة اعتقاله أن "الرئيس بوش يرسل لك تحياته". وأضاف خلال بودكاست مع أحد قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية بعنوانDanger Close"" مع أن القوة الأمريكية الخاصة تلقت "معلومات بشرية" أفضت لوصولهم إلى مكان الذي يختبئ به صدام، حيث أشار إلى أنها حفرة مغطاة بطبقة من أوراق الأشجار والرمل تم سدها بالفلين لإخفاء فتحتها، وكان يمتد منها أنبوب صغير للسماح بدخول الأوكسجين. وصرح هولاند بأنه وفريقه كشفوا مكان الحفرة المدعمة بالطوب وألقوا بداخلها قنبلة يدوية، ثم سمعوا صوتا باللغة العربية يعلو تدريجيا. وتابع قائلا "إن يدين ظهرتا من الحفرة، ثم ظهر رأس كثيف الشعر، وأمسكنا به، وكان الأمر كأننا نقول حسنا إنه هو". ووصف الضابط الأمريكي ذلك الموقف بأنه "كان بمثابة لحظة سوريالية اضافية على الرغم من أنه كانت لدى الفريق المعلومات التي تؤكد أن صدام كان يختبئ في ذلك المكان". وأفاد بأنه استدعى أحد زملائه في الفرقة الخاصة لمساعدته على سحب صدام من الحفرة، وكان يتمتم من الصدمة بالقول "إنه هو". وقال هولاند إن "صدام كان يحمل مسدس "غلوك - 18"، مبينا أن أحد أعضاء الفرقة الأمريكية وجه سلاحه على فم صدام لإجباره على عدم الحراك وانتزاع مسدسه منه، وهو سلاح أصبح من مقتنيات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش. ويقول الرقيب المتقاعد إن "صدام حسين أعرب فور اعتقاله عن رغبته في "التفاوض". وتأتي هذه الروايات بعد ما يقرب من عقدين من الزمن بعد آخر بيان رسمي بشأن القبض على الرئيس العراقي الراحل بتاريخ 13 ديسمبر 2003، قبل إعدامه في نهاية المطاف شنقًا في 30 ديسمبر 2006. المثير للاهتمام أن رواية كيفن هولاند تأتي لتأكيد نفس رواية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي ادعت فور اعتقال صدام حسين في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2003، أنه تم العثور عليه في نفق عمودي على عمق حوالي 1.8 متر بالقرب من مزرعة. وهي في الواقع الرواية الرسمية الأمريكية، نفسها التي فندها مترجم عراقي كان متعاونا مع القوات الأمريكية، لحظة اعتقال صدام. يُذكر أنه في 30 ديسمبر 2006، تم اعدام صدام بعد غزو الولايات المتحدة للعراق بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كانت بحوزة البلاد. إلى اليوم، لم يتم إثبات وجود مثل هذه الأسلحة، ودخل العراق في دوامة من الحروب الأهلية والحرب ضد الإرهاب ثم لاحقا الانقسامات السياسية والتدهور الاقتصادي. ومنذ لحظة دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق، يعيش العراقيون تحت وطأة أسوأ أزمة شاملة مُني بها بلدهم منذ قرون.