مسيرة الاربعين من ولاية اريزونا الامريكية 2022
مركز الكوثر الثقافي التعليمي
مسيرة الأربعين،
.........
مسيرة حاشدة تنطلق خلالها جماهير الشيعة باتجاه كربلاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأيام المنتهية بـالعشرين من صفر من كل عام، وذلك لمرور أربعين يوماً من استشهاده عليه السلام.
تتوجه الشيعة من شتّى المدن والقرى العراقية نحو كربلاء، تشاركهم في ذلك الوفود الكثيرة من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام من مختلف البلدان، كـإيران، والبحرين، والكويت، ولبنان، والشبه القارة الهندية، والحجاز، وغيرها من البلدان التي يقطنها الشيعة.
التأكيد على زيارة الأربعين
................
روي عن الإمام الحسن العسكري (ع) أنّه قال: «علامَاتُ المُؤْمن خَمْسٌ: صلاة إحدى وخمسين وزيارةُ الأَرْبَعِين و...»،وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) متن الزيارة التي يزار بها الإمام في يوم الأربعين،وقد ذكرها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان بعد زيارة عاشوراء غير المعروفة تحت عنوان زيارة الأربعين.
الجذور التاريخية
..........
أرجع القاضي الطباطبائي زيارة الأربعين إلى عصر الأئمة (عليهم السلام) مؤكداً أن الشيعة كانوا يزورون الإمام (ع) في العصرين الأموي والعباسي، وأنّ سيرة الشيعة قائمة على التمسك بزيارة الأربعين على مرّ العصور والأيام.
وأشار صاحب موسوعة أدب الطف المطبوع سنة 1388 هـ/1967 م إلى التجمع الجماهيري الغفير في تلك الزيارة بقوله: «يوم أربعين الحسين (ع) وهو يوم العشرين من صفر من أضخم المؤتمرات الإسلامية يجتمع الناس فيه كاجتماعهم في مكة المكرمة تلتقي هناك فئات من مختلف العناصر ويعتنق شمال العراق بجنوبه والوفود من بعض الأقطار الأسلامية فهذا الموكب يردد أنشودته باللغة العربية، وذلك باللغة التركية، وثالث باللغة الفارسية، ورابع باللغة الأُوردية وهكذا».
وليس من المبالغ إذا قلنا إنّ هذا الموسم يجمع أكثر من مليون نسمة جاءت لإحياء ذكرى الأربعين أو لزيارة (مردّ الرأس)؛ إذ إن الروايات تقول إنّ رأس الحسين (ع) أعيد إلى الجسد بعد أربعين يوماً من استشهاده.
الزيارة في السنين الأخيرة
................
تحولت هذه الزيارة في السنين الأخيرة التي تلت سقوط نظام البعث في العراق سنة 2003 م - الذي كان قد منع من رفع الشعائر الحسينية طيلة فترة حكمه - إلى تظاهرة مليونية يتحرك فيها شيعة العراق من جميع النواحي والقرى والمدن الصغيرة والكبيرة ويشكلون شبكة بشرية، أخذت بالانتشار والتوسع من ثلاثة ملايين إلى أن تجاوزت العشرة ملايين في السنين الأخيرة.
وقد بلغت حشود الزائرين في عام 1435 هـ/2013 م حسب بعض التقديرات 15 مليون زائر توجهوا نحو كربلاء
الزوّار من سائر البلدان
لم تقتصر الزيارة على شيعة العراق - وإن كان لهم السهم الأوفر حضوراً وخدمة - بل تعدّت إلى سائر البلدان حيث أخذت جموع الزائرين بالتوافد على العراق لإحياء تلك المناسبة حتى بلغ عدد المشاركين من سائر البلدان وحسب إحصائية وزارة الداخلية العراقية في سنة 1435 هـ/2013 م المليون وثلاثمئة ألف زائر عربي وإسلامي بالإضافة إلى الأقليات الإسلامية في البلدان الأوروبية