بعد ليلة طرابلسية صاخبة شهدت سقوط جرحى, وتكسيرا لواجهات مصارف, واشتباكات في المدينة بين عدد من الشبان المحتجين وعناصر من الجيش اللبناني على خلفية الغلاء والأزمة الاقتصادية والمعيشية شيع الطرابلسيون الشاب فواز فؤاد السمان ابن السادسة والعشرين عاما الذي كان قد أصيب ليلا خلال المواجهات في ساحة عبد الحميد كرامي.
جثمان السمان نقل إلى منزل ذويه في ساحة الدفتردار في باب الرمل,ثم إلى شارع الحرية حيث صلي عليه أمام متجره لإصلاح الدراجات النارية، ووري الثرى في مقابر باب الرمل على وقع أصوات الرشقات النارية.
وبعد التشييع عاد التوتر إلى الساحة الطرابلسية,فنزل محتجون غاضبون إلى ساحة النور وأضرموا النيران في عدد من فروع المصارف في المدينة, وحطموا واجهاتها, قبل أن يتدخل الجيش لمنعهم من مواصلة أعمالهم فيما عملت آلية من الدفاع المدني لإخماد الحرائق.
ولتفريق المحتجين, ألقى الجيش قنابل مسيلة للدموع لتعود المواجهات وتستعر من جديد بين الطرفين, بعدما قام المحتجون برشق عناصر الجيش بالحجارة, ما أدى إلى إصابة أحد عناصره, وتضرر إحدى آلياته وقد رد الجيش, الذي شكل لاحقا جدارا بشريا في ساحة التل, بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ملقيا القبض على عدد من المحتجين,مستقدما مزيدا من التعزيزات,وطالبا الى المتظاهرين إخلاء المكان ووقف أعمال العنف كذلك أضرم المتظاهرون النار في آليتين تابعتين لقوى الأمن الداخلي في وقت تقدمت فيه وحدات من الجيش باتجاه الأحياء الشعبية في طرابلس لمحاصرة المحتجين، لاسيما في ساحتي النجمة والسرايا القديمة ومنطقة الزاهرية - الدباغة، حيث أدى التصادم إلى سقوط جريحين من المحتجين.