المقدمة: آر بي جي سياسية
ثورةُ بني معروف لم تنحسرْ بعدَ دفنِ الضحية لا بلِ استعرتِ الخِطاباتُ والبياناتُ بمساندةٍ مِن بعضِ التغريداتِ لتشكّلَ حالةَ احتقانٍ وفُرقةٍ داخلَ طائفةِ الموحدين فمن مصطلحاتِ "نائب الفتنة" الى "ضب زعرانك" فـــ"المغرور والمتسلّط وحِصان طروادة" كلُّها عباراتٌ تطايرَت مِن سطحِ دار خلدة إلى الشويفات فالمُختارة مرورًا بالجاهلية وأسّست لعَصبياتٍ ومحاورَ "بقلوب مليانة" مِن صناديقِ الانتخابِ التي أَفرغت حمولتَها على شكلِ آر بي جي فوقَ الحِصنِ الأرسلانيّ.
واحتدامُ المعركةِ تسبّبَ بتدخّلٍ على شكلِ نداءٍ وجّههُ وزيرُ العدل سليم جريصاتي إلى الأفرقاءِ المتقاتلين ودعاهم إلى التزامِ الهدوء ذلك أنّ القضاءَ قد وضعَ يدَه على الأحداثِ المؤسفةِ وطمأنَهم إلى دولةِ القانون التي أرساها هذا العهد.
لكنّ العهدَ هو نفسُه كان مرشّحاً ومِن التيارِ القويّ فازت لائحةُ ضمانةِ الجبل بأربعةِ مقاعدَ بينَهم مَقعد طلال أرسلان فيما فازتِ القواتُ بمَقعدَينِ على لائحةِ النائب وليد جنبلاط وتيارُ المستقبل بمَقعدٍ واحد وكاد وئام وهاب يخترقُ المشهدَ باقترابِه مِن الحاصلِ وحصدِه أصواتًا تفضيليةً تخطّت النائب مَروان حمادة
وغداً وكما في كلِّ الأزَمات تَنتهي الإشكاليةُ بجوائزِ ترضيةٍ سياسية لكنْ مَن سقطَ في الانتخابات لن يكونَ كمَن سَقَطَ ضَحيةً على الأرض و"بتروح ع الي مات "
وار بي جي الشويفات يبدو أنها شَظّت بيتَ الوسَط وكلمينصو معَ وجود " فراغة " غيرِ طايشةٍ على السطوحِ السياسيةِ للمستقبل والاشتراكيّ وقد رفُعت البَصَماتُ عن تغريديتنِ مِن العيار الثقيل لسعد الحريري ووليد جنبلاط الذي بادرَ إلى فتحِ النارِ باستغرابِه كيف يدّعي بعضُ الخاسرينَ النّصر وبعضُهم الآخرُ يلجأُ الى الضجيجِ الإعلاميّ بدلاً من احترامِ القانون ليَرُدَّ عليهِ الحريري قائلاً: يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وما تحط كل مشاكلك علينا وشكرا
لكنْ حتى التغريداتُ خضَعت لمبدأِ التسوياتِ المتبادلة فأُزيلت وتمَّ ترميمُ الخلافاتِ معَ تقديمِ بعضِ الاعتذارات و"بتروح ع الي عمل لايك "كلُّ ما تقدّم سينعكسُ على ما سيأتي من تأليفِ الحكومةِ والوعودِ بمحاربةِ الفساد واتّباعِ سلوكِ الشفّافية وبدا مِن ملامحِ التشكيلةِ العتيدةِ أنَّ شروطَها تَسبِقُ تأليفَها وأولُ هذه الشروط ما وضعَه رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري بالتمسّكِ بوِزارةِ المال وعلى رأسِها علي حسن خليل عَداً ونقداً هذه الشروطُ المسبّقةُ رفضها رئيسُ الحكومة سعد الحريري لكنّ المواطنينَ لا يملِكونَ مَحضَرَ الاجتماعِ المطوّلِ بالأمس بينَه وبينَ الرئيس بري في عينِ التينة وما دار خلالَه مِن مُقايضات وفي انتظارِ اتضاحِ الرؤية تبقى الوعودُ على ما هي عليه لكنّ الاعرافَ التي كرّستها القياداتُ السياسيةُ عَلّمتِ اللبنانيينَ أنّ الحُكم تجارةٌ خاضعةٌ للبيعِ والشراء الا اذا قرّر رئيسُ الجُمهورية أن يبدأَ عهدَه فعلًا بعدَ الانتخابات وتشكيلِ أولى الحكوماتِ الضاربة .