مقدمة النشرة المسائية ليوم الأثنين 22-01-2018 مع داليا أحمد من قناة الجديد
النُفاياتُ لم تعدْ حَكرًا على الجبال بل هي تفترشُ السهول وتنخفِضُ الى مستوى سطحِ البحر.. وزبالتُنا تنافسُ المرشحين وتقدّمُ أوراقَها وفضَلاتِها للشاطىء لتحتلّ برَّه وبحرَه ودُرةَ الشرقَين ولأنّ أمواجَنا لا تعرفُ حدودًا ونُفاياتِنا مضروبةٌ بالوَحدةِ الوطنية فقد نزَحت مكباتُها من الكوستا برافا وبُرج حمود الى نهرِ الكلب ومعملِ الزوق واستقرّت عند شاطئِ كسروان في خليج جونية الساحر.. وعلى هذا المشهد التقط رئيسُ حزبِ الكتائب سامي الجميل الصورةَ التَّذكارية وقام بجولةِ معاينةٍ اقتَصرت أضرارُها على الدعوةِ إلى استقالةِ وزيرِ البيئة ومجلسِ الإنماءِ والإعمار وأعلن الجميل أننا ذاهبونَ إلى القضاءِ الدَّوليّ لأنّ السلطةَ تعملُ ضِدَّ الشعب قائلاً: "عتلانين هم فيلم سينما"؟.. وهذا الذي نراه ألا يشوّهُ صورةَ لبنان؟. والتشويهُ يتمدّدُ جَنوبًا معَ صرخةٍ صيداويةٍ مِن جبلِ نُفاياتٍ عاد ليهدّدَ المدينة فالمعملُ الذي وُجدَ للحلّ تحوّلَ الى مشكلة وبات عملُه يقتصرُ على رميِ النُفاياتِ في البحرِ وردمِ مِساحاتٍ شاسعةٍ منه وهي مخالفاتٌ بلغَتِ الطعنَ أمامَ شُورى الدولة وتغاضَت عنها بلديةُ صيدا وَفقَ اتهامِ رئيسِ التنظيمِ الشعبيِّ الناصري أسامه سعد وإذا كانت مخالفاتُ الشركةِ المشغِّلةِ لمعملِ صيدا قد أصبحت أمامَ القضاء فإنّ هناك شركاتٍ خلفَ البحار لا نعرفُ عنها أساساً لمقاضاتِها فقبل صدورِ قرارِ مجلسِ شُورى الدولة وقفَ تنفيذِ العملِ بقرارِ وزيرِ الاتصالات تشغيلَ شرِكةِ جي دي اس كانت الجديد قد أبحرت في رحلةِ تَقصّي "نَسَبِ" الشركةِ الام وجذورِها.. لكونِ قطاعِ الاتصالات مِن أهمِّ القطاعاتِ الحيَوية ويشكّلُ أحدَ أبرزِ مرافقِ الدولة وما بلغتْه رحلةُ التقصّي قاد إلى غابةٍ من الشرِكات.. مِن هالكٍ إلى مالكٍ إلى "القبّاض الجراح".. شجَرةٌ تتفرّعُ عنها غصونٌ لبنانية وأخرى عربية لكنّنا نفقِدُ التواصلَ عندَ بلوغِ الجذور.. حيث نصبحُ أمامَ شرِكةٍ مجهولةِ باقي الهُوية.. اعطانا وزير الاتصالات اسمها وترك لنا هواجس عن فصلها وهي التي تتدارى خلفَ جُزُرِ العذارى.. خارجةً على أيِّ سؤال.. والوصولُ اليها محال فهل تعاقدَت دولتُنا مع شرِكة لن تستطيعَ اللَّحاقَ بها ولا ملاحقتَها؟ وكيف للوزير الجراح ان يعطيها الحق في أن تستخدمَ بُنيتَنا التحتيةَ والفوقيةَ وتسيطرَ على اليافِنا وتُعمي أبصارَنا ونزوّدَها مستودعاتُ أوجيرو مِن دونِ أن نتشرّفَ بمعرفتِها والسؤاِل عن مِصفاتِها فضلاً عن أرباحِها هذه الأسئلةُ يُفترضُ أن تحتلَّ أولَ اجتماعٍ للجنةِ الاتصالاتِ النيابية يومَ الاثنينِ المقبل بعدما تصدّرَ رئيسُها النائب حسن فضل الله الثورة على احتلالِ جي دي اس وتَمكَنَ مِن انتزاعِ ثمارِ أولى المعارك وفي سياقِ المعاركِ المتفرّعةِ عن الموزانةِ العامة افتَتحَ فضل الله فصولَ السنةِ بإعلانِ أولى بوادرِ الهدرِ المقوننِ والصرْف وفقَ القاعدةِ الاثني عشَرية واستمرارِ مزاريبِ الجمعيات والايجارات حيث تبقى الحالُ على ما هي عليه