المقدمة
بعدَ أيامٍ مِن بَدءِ حَربِ ثلاثةٍ وسبعينَ ، قرّر الملِك فيصل أن يستخدمَ سلاحَ البترول في المعركة، فدعا إلى اجتماعِ وزراءِ البترولِ العربِ في الكويت وقرّروا خفضَ الإنتاجِ الكُليِّ العربيِّ بنسبةِ خمسةٍ في المئة فورًا، حتى تنسحبَ إسرائيلُ إلى خطوطِ ما قبلَ حَزِيرانَ من عامِ سبعةٍ وستين.
لم يأبهْ لردِّ الفعلِ الاميركيّ وقال جملتَه الشهيرة : عشنا وعاش اجدادُنا على التمر واللبن وسنعودُ لهما لكنّ الملِكَ فيصل وُضعَ على حدِّ السيف واغتيل داخلَ ديوانِه الملَكيّ
برصاص قريب . وكانَ هذا آخرَ رافعي الرؤوسِ العربيةِ بعدَ رحيلِ الزعيمِ جمال عبد الناصر ولمّا جاء زمنُ حسَن نصرالله خاتَمِ الأوفياءِ خوّنوه ورسموا حولَ مقاومتِه دائرةَ إرهاب لكنْ وبلغةِ نصرالله : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم إذ يمكنُ تحويلُ التهديدِ الى فرصة والخَطَرِ الى إنجاز وأن نقلبَ المشهدَ لصيبحَ انتصاًرا
فنحن أمامَ عُدوانٍ سافرٍ على مقدّساتِنا بما يُشبهُ وعدَ بلفورٍ آخرَ وَسَطَ تقديرٍ أمريكيّ بأنه لن يَحصُلَ شيءٌ في العالمِ العربيِّ لأنّ الشعوبَ نسِيت فِلَسطين ودعا نصرالله الى ألا نَستخِفَّ بأيِّ وسيلةِ تعبيرٍ ومواجهة وعلى هذا الكِيانِ الغاصبِ والإدارةِ الأميركية أن يَشعرا بالاحتجاجِ والإدانةِ وعلى جميعِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تبلّغَ سفراءَ الولاياتِ المتحدةِ احتجاجَها الرسميَّ والعلنيّ وأن تدعمَ هذه الدولُ معنوياً ومادياً الانتفاضةَ الجديدةَ للشعبِ الفِلَسطينيّ ودعا نصر الله الى تظاهرةٍ شعبيةٍ كبيرةٍ بعدَ ظهرِ الاثنين في الضاحيةِ الجَنوبية وحدّد الأمينُ العامُّ لحِزبِ الله جدولَ أعمالِ اجتماعِ الجامعةِ العربيةِ مطالبًا بأن يصدرَ عنها قرارٌ ملزمٌ يعتبرُ القدسَ عاصمةً أبديةً لفِلَسطين داعيا" الى قطعِ العَلاقاتِ الدبلوماسية معَ إسرائيل وإغلاق السِّفاراتِ ووقف كلِّ خطواتِ التطبيع .