واحدة من أشهر مكونات أطباق الإفطار في الكثير من الدول، إنها الحلاوة الطحينية أو الحلفا كما تُعرف في تركيا واليونان وإيران ودول البلقان، فما أصل وتاريخ هذه الأكلة؟
في حلقة اليوم من برنامج "مأكولات حول العالم"، نقدم لكم حكاية الحلاوة الطحينية.
أصل الحلاوة الطحينية
يعتقد الكثيرون أن أصل الحلاوة الطحينية تركي أو هندي، إلا أن أقدم ذكرى تاريخية لوصفة الحلاوة يظهر في مصدرين يعودان إلى بلاد الشام وبلاد الرافدين، وهما: "كتاب الطبيخ" لابن سيار الوراق البغادي في القرن الـ10 الميلادي، و "كتاب الطبخ العربي" للكاتب محمد بن حسن البغدادي عام 1226.
نشأة الحلاوة الطحينية وانتشارها حول العالم
ويعود تصنيع الحلاوة الطحينية إلى عهد السلطان سليمان العظيم، وهو السلطان الأطول حكماً في الإمبراطورية العثمانية، الذي كان لديه مطبخ خاص يُني بجانب قصره، يُحضَّر فيه 30 نوعاً من الحلوى، ومن بينها نوع يتم إنتاجه من طحينة السمسم.
وانتقلت الوصفة بعدها إلى الرومانيين الذين بدورهم نقلوها إلى أوروبا، وهي الوصفة التي وصلت أمريكا في أوائل القرن الـ20 عبر المحيط الأطلسي، كما انتشرت في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، وفي كل دولة تنتقل إليها يتغير اسمها ومكوناتها قليلاً.
طرق مختلفة لإعداد الحلاوة الطحينية
أطلق المصريون على تلك الوصفة "حلاوة" وخلطوا معها الفستق واللوز أو الصنوبر، بينما أضاف إليها الهنود المنتجات الإقليمية مثل: السمن وجوز الهند والتمر، أما في الهند فتقدم كتحلية بعد الوجبة.
وفي اليونان تُعرف كنوع من الحلويات، وتقدمها المطاعم اليونانية بعد الطعام كتحلية مثل الهند، أما في تركيا فلها شهرة كبيرة وتُستهلك أحياناً أكثر من الجبن، كجزء من وجبة الفطور، لكن الأتراك أضافوا لها خضروات وحبوباً مثل: الفول، العدس، الجزر، اليقطين والكوسا.
وفي جنوب شرق آسيا، أُضيف إلى الحلاوة اليام والسميد وطحين القمح وطحين أنواع أخرى من الحبوب، وفي الصومال، تُحضر كنوع خاص من الحلاوة الصومالية، بحيث يطبخ السميد مع الزيت حتى يصبح القوام سائلاً سميكاً، ويضاف بعدها دبس سكري وتخلط جيداً وتترك لتبرد، ولا يُستعمل السميم في هذه الوصفة، فهي مختلفة قليلاً عن النسخة العربية.
وتلك الوصفة نفسها تُستخدم في: اليونان، أرمينيا، إيران، أذربيجان وتركيا بجانب الحلاوة العربية.