نور على الدرب: حكم دعاء أهل القبور والنذر لهم - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

Tawheed 2020-10-30

Views 2

نور على الدرب: حكم دعاء أهل القبور والنذر لهم - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: أخونا أيضًا يسأل حول هذا الموضوع ويقول: وما حكم النذر على القبور والدعاء لأصحاب القبور، مثلًا يدعو صاحب القبر: يا شيخ فلان، يا شيخ فلان، وما حكم هؤلاء الناس الذين يدعون أصحاب القبور؟

الجواب: هذا فيه التفصيل، أما النذر للأموات والاستغاثة بهم ودعاؤهم فهذا من الشرك الأكبر ومن العبادة لغير الله، فإذا قال: لله علي كذا وكذا من المال للشيخ البدوي أو للرسول ﷺ، أو للصديق أو للشيخ عبد القادر أو علي ذبيحة أو ذبيحتان للشيخ عبد القادر أو للسيد الحسين أو للبدوي أو للرسول ﷺ  هذا من الشرك الأكبر لأن النذر عبادة، لا ينذر إلا لله وحده سبحانه وتعالى، أو قال: يا رسول الله! أغثني، أو اشف مريضي أو يا سيدي الحسين أو يا علي أو يا فاطمة أو يا سيدي البدوي أو يا فلان أو يا فلان، كل هذا من الشرك الأكبر، لأنه دعوة لغير الله، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] (أحدًا) يعم نكرة في سياق النهي تعم الأنبياء وتعم الصالحين وتعم الملائكة وتعم الأصنام عامة، ويقول سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] يعني: المشركين، وجميع المخلوقات لا ينفعون ولا يضرون إلا بالله هو الذي ينفع ويضر ، ويقول : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] فسمى من دعا غير الله كافرًا، فدل ذلك على أنه من الشرك الأكبر، وقال : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13] القطمير: اللفافة التي على النواة على عجمة التمر، وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] فسماه شركًا، سمى دعاؤهم إياه شركًا ونفى أنهم يسمعون؛ لأنهم ما بين ميت لا يستطيع السمع وما بين ملك مشغول بما هو فيه أو جني مشغول أو لا يعرف شيئًا من ذلك ولا يدري عن شيء من ذلك، أو ميت أو صنم أو شجرة كلها لا تجيب داعيها كل هؤلاء لا يجيبون داعيهم، لا يسمعون ولا يستجيبون وهم مع هذا لو قدر أنهم سمعوا كالملك أو غيره لا يستطيعون أن يجيبوا؛ لأنهم أمرهم بيد الله ، هو مالكهم ومالك غيرهم ، وإذا كانوا أمواتًا فلن يستطيعوا وإذا كانوا جمادًا لن يستطيعوا وإذا كانوا ملائكة أو جنًا فهم لم يشرع لنا أن ندعوهم من دون الله وهم لا يتصرفون إذا كانوا ملائكة إلا بإذن الله، والله لا يأذن لهم أن يعبدوا من دون الله ولا أن يرضوا بذلك، وهكذا الجن المؤمنون لا يرضون بذلك، والكافرون لا يجوز أن يعبدوا فلا يعبد هؤلاء ولا هؤلاء، فالمؤمنون من الجن والإنس لا يرضون بذلك ولو رضوا لكفروا بذلك، والجن لا يرضون بذلك إذا كانوا مؤمنين وأما كفار...

https://binbaz.org.sa/fatwas/7106/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B0%D8%B1-%D9%84%D9%87%D9%85

Share This Video


Download

  
Report form
RELATED VIDEOS