تميم البرغوثي : عتابا فصيحة
العتابا نوع من المواويل الريفية والصحراوية العامية في بر الشام والعراق يتكون من أربعة أسطر، تنتهي السطور الثلاثة الأولى منه بجناس تام، أي بكلمات لها نفس النطق ومعانيها مختلفة تماماً، والسطر الرابع لا بد من أن ينتهي بألف باء. وهذا الشكل، وإن كان صعباً، إلا أن صعوبته في العامية أقل نسبياً لأن الكلمات يمكن تحوير نطقها إلى أن تتشابه بينما يبقى نطق الكلمات في الفصحى ثابتاً دون تحوير. لذلك ربما تكون هذه المرة الأولى التي ينقل فيها هذا شكل من العامية إلى الفصحى، بل ربما تكون هذه المرة الأولى التي ينتقل فيها أي شكل من أشكال الشعر من العامية إلى الفصحى، لا العكس.
عتابا
وجوه كالأغاني أو صداها (صدى الصوت)
وري الأرض صيفاً أو صداها (الصدى العطش)
إذا ملكا جهنم أوصداها (من أوصد الباب أي أغلقه)
شققت ببسمة في السور بابا
وآيات الكتاب ومن تلاها (من التلاوة)
وقلب ما لها مهما تلاهَى (من اللهو، والتلاهي)
بنفسي ظبي راعية تلاها (أي تبعها)
ولم يحسب لصياد حسابا
بثوب خص بالبلوى وعما (من العموم)
كشعر بين المعنى وعمّى (من التعمية)
عصت لتزورنا خالاً وعمَّا
مفتلة شواربهم غضابا
عصت لتزورنا عما وخالا
أحس الدرب خطوتها وخالا (خال مثل اختال، أي تفاخر الدرب بخطوتها عليه)
وأبدت يا أخي خداً وخالا (الخال الشامة تكون في الخد وهي من علامات الحسن)
إذا الصبح انقضى ورآه آبا
إذا الصبح انقضى ورآك عادا (من العودة)
وصالح من أمرت به وعادى (من العداوة)
لها وجه هدى إرما وعادا (عاد قوم هود)
ورد الريح عطراً أو شرابا
وحق من انتحى بحراء غارا (الغار الكهف، والذي انتحى غاراً في حراء هو الرسول عليه الصلاة والسلام)
وكلل جبهة المهزوم غارا (الغار نبات تكلل به جبهة المنتصر منذ أيام اليونانيين القدامى)
قتيلُك لو قتلتِ سواه غارا (من الغيرة)
وسهمك حيثما أخطا أصابا
أنا اليمني إذا يشتاق شامه (بلاد الشام)
ويتبع كل برق حيث شامه (شام البرق أي رآه وتبعه أملاً في المطر)
ودمعاً فوق كحل فوق شامة (الشامة، الخال في الخد)
كليل يكتسي صبحا مذابا
إذا قلم الزمان غدا وراحا
يسطر جبهة مني وراحا (الراح جمع الراحة، باطن الكف)
سقتني طفلة عسلاً وراحا (الراح الخمر)
محت بهما الكتابة والكتابا