في العاصمةِ البريطانية لندن كان أحدُ المعممين يلقي محاضرةً عن العراق الجديد، فسأله أحدُ الحاضرين: ولكنكم نهبْتُهم وسرقتُم ثرواتِ البلاد.. لم يُستفَز المحاضر، بل أجاب بكلِ هدوء: إنه حقـُنا الذي لم تفهمْهُ أنت ولا الكثيرون.. نحن نقبضُ ثمنَ تضحياتِ أجدادِنا منذ 1400عام .. لم يكذبِ الرجل .. فهكذا تذهبُ مقدراتُ شعبِ العراق لإيران .. هكذا منذ ُعام 2003 شعبٌ جياع .. وحكوماتُ ظل ٍلاتلوي على شيء .. باستثناءِ قوتِ الشعبِ المطحون ..و الحاكمُ الفعلي قاسم سليماني المتواجدُ الآن في العراق ... متحدياً العراقيين في عقرِ دارِهم بأنه صاحبُ الكلمةِ العليا .. فلا رئيسَ حكومة .. ولا وزيرَ داخلية .. ولاجيشَ عراقي ٍ.. ولا دولة ً .. بل ولاية ٌإيرانية خالصة .. يهرعُ الرجلِ إلى بغداد سريعاً .. يلتقي بوكلائِه بالعراق من قادةِ الميليشيات .. و يأخذ ُ مهامَ رئيس ِالحكومةِ عادل عبد المهدي بالإشرافِ على قمع ِالإحتجاجات .. وإجهاض ِثورةِ العراقيين ضد طهران و عملائِها .. هذا الكلامُ ليس من موقع ٍالكتروني مغمور .. و إنما هو من وكالةِ الاسوشيتد برس .. إلا أنَ أجملَ مافي ثورةِ العراقيين أنَ العربَ الشيعة هم محركُها .. و لن يستطيعَ كهنة ُخامنئي اللعبَ على ورقةِ أهلِ البيت ..و مسرحيةِ يزيد و الحسين التي لطالما تاجر بها ملالي طهران .. أسدل العراقيون اليومَ عليها الستار .. وماكان يخشاهُ معممو إيران من أنْ يتجرأ الجمهورُ على قدسيتِهم المصنعة .. حصل و صار .. فأعلامُ إيران وراياتُ ميليشياتِها صارت تحت أقدام ِالشعب العراقي .. وصورُ خميني و خامنئي و وباقي الأصنام تُحرقُ اليوم في كربلاء و النجف و العمارة و الناصرية و البصرة .. و صار على سليماني أن يتحسسَ رأسَه لما يراهُ في العراق ..
ولانظنُه يجهلُ أنَ العراقيين معروفٌ عنهم سحلُ أعدائِهم .. و حكامِهم أيضاً إذا ما يئسوا بإسقاطِ حاكم ٍوسخ .. و أوهِمُ مَن يعتقدُ أنَ الملايينَ المتواجدة الآن في ساحةِ التحرير خرجت لأجلِ أنْ تطالبَ باستقالةِ عبد المهدي و حكومتهِ فقط .. و إنما خرجت لاستعادةِ وطن ٍمخطوف .. وهويةِ و مكانةِ العراق بعد أن سيطر عليه أقزامٌ لايعرفون قدرَهُ و ثقلَهُ .. في ظلِ غيابٍ كامل ٍللعرب الذين خذلوا العراقَ عندما تركوه وحيداً أمامَ الغزو الأمريكي 2003 .. وهاهم يخذلونَه اليوم بعدم ِمناصرتِهم لثورةِ شعبهِ المنكوب ..
هل صحيح أنَ سليماني رفض استقالة عبد المهدي ؟ وماالذي أبقتْهُ إيران بذلك لبرهم صالح و المهدي و الحلبوسي ؟ مالذي أبقتْه لهذه المناصب ؟
- هل أدركت إيران اليوم ما بينها و بين العراقيين ؟ وهل أدركت معنى أن يحرقَ شيعة ُالعراق راياتِها و أعلامَها ؟ و أن يدوسوا صورَ قاداتِها ؟
- ألا يستحقُ سليماني و المهندس و باقي المجرمين مصيراً كمصير ِالبغدادي وهما مدرجانِ على قوائم ِالأرهاب ؟ أم أنَ الولاياتِ المتحدة لاتعرفُ تحركاتِهما العلنية ؟
- أليست مجابهة ُإيران و أذنباها أمرٌ شرعي وليس فقط وطني ؟ ألا تمثلُ ثورة ُالعراق بداية ً لتحريرِ العرب من ميليشياتِ إيران ؟ أين العربُ من ثورةِ العراق ؟ ألا يقودُ العراقيون حربَ تحريرٍ عن العرب كلِهم كما فعل السوريون من قبل و تمَ خذلانُهم ؟ أليس من العار أنْ ينجحَ قاسم سليماني في قمع ِالشعبِ العراقي و العربُ يتفرجون ؟ كما تفرجوا على قمعهِ للسوريين ؟