رغم انتهاء العمليات العسكرية بها، مازالت محافظة الأنبار متضررة بشكل كبير، وستحتاج الى سنوات عدة لاستعادت ما فقدته بشكل كامل، ومع ذلك، وفي مدة ستة أشهر فقط، ومن خلال المنح الصغيرة والصيانة، والعزيمة، تم اصلاح العديد من المدارس في المنطقة، وعاد الصبيان والفتيات لمقاعد الدراسة، بعد عامين من الغياب.
وفي الوقت الذي تعود فيه مئات العائلات الى الأنبار، تقوم اليونيسف وممثلها في العراق بيتر هوكنز، بإعادة تأهيل حوالي مائة مدرسة، وأطلقت اليونيسف في شهر آب/ أغسطس حملة “العودة الى المدرسة” والتي تمكنت من خلالها، تسجيل قرابة 70000 تلميذ وتلميذة.
وفي تصريح له، قال بيتر هوكنز: “قمت بزيارة الأنبار في وقت سابق من هذا العام بعد انتهاء العمليات العسكرية بوقت قصير. كانت مدينة الرمادي وقتها مسطحة كفطيرة من الاسمنت، ودُمر فيها نمط الحياة. ولم يكن هناك أحد، ولا حتى شخص واحد، أو قط، أو كلب، لا شيء حي”.
وأضاف: “عدت بعد ستة أشهر تقريبًا، في أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وبالرغم من أنها مازالت مُتضررة بشكل كبير، الا أن الأنبار كانت تفيض بالأمل. فقد بدأت المدارس تعمل من جديد. وعاد الأطفال الى الصفوف وكرسوا أنفسهم لدراستهم. وكانوا هم ومُعلميهم في طليعة حركة إحياء المدينة من جديد. ولقد قمت بزيارة أربع مدارس، وكان هناك الكثير من الأطفال، لدرجة ان المدارس كانت تعمل نوبتين من اجل استيعابهم جميعا”.
وقال أيضا: “ لن أنسى أبدا وصولي الى إحدى المدارس. كان الظلام على وشك الحلول، ومع ذلك، كان هناك مائة طفل تقريبًا مصطفين ينتظرون بدء المدرسة. عاقدين العزم على التعلم وقد وصلوا قبل ساعة من وقت بدء الصف”.
من أولويات اليونيسف اليوم في العراق، الاستثمار في التعليم، ولذلك قامت بإصلاح يعض المدارس المتضررة وتجهيزها بالمعدات الأولوية والضرورية وتدريب المُعلمين، وكل ما في وسعه ان يساعد على التحاق التلاميذ بصفوف التعليم في أقرب الآجال.