قلق في بولندا وأوكرانيا ودول البلطيق
روسيا وبيلاروسيا تنظمان مناورات “زاباد” العسكرية المشتركة، والتي تعتبر الأضخم منذ نهاية الحرب الباردة. هذه المناورات جعلت البعض يعتقد بوجود مخطط لغزو أو احتلال ليتوانيا، أو بولندا أو أوكرانيا، بعد تزايد مخاوف بعض الدول المجاورة والأعضاء في حلف شمال الأطلسي من هذه التدريبات التي تجري غرب روسيا وبيلاروسيا وجيب كاليننغراد، خاصة بعد تردد أنباء عن وجود أكثر من 100 ألف جندي يشاركون في التدريبات.
البعض أشار إلى وجود 12700 جندي للمشاركة في المناورات من بينهم 7200 من بيلاروسيا و5500 من روسيا، كما يتواجد نحو 3000 في بيلاروسيا خلال التدريبات.
روسيا تجري مناورات عسكرية واسعة على التخوم الشرقية للاتحاد الأوروبي https://t.co/CFRGyCrxD2
كرية-بيلاروسيا-استعراض-قوة— AL-Manara News (@news_almanarah) 16 septembre 2017
وحسب المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام الروسية فالجزء الرئيسي من المناورات سيجري على أراضي بيلاروسيا، وستتم على مرحلتين وسيجري بعضها على “جماعات متطرفة” وهمية يفترض أنها تسللت إلى روسيا وبيلاروسيا لتنفيذ اعتداءات إرهابية، وعلى هذا الأساس طمأنت موسكو ومينسك الدول المجاورة بأنّ سيناريو المناورات يفترض عدوا وهميا ليس له علاقة بمنطقة معينة.
بيلاروسيا تستدعي ممثلي الدول المجاورة
ولنزع شكوك الدول المجاورة عن التدريبات العسكرية المشتركة، أعلنت بيلاروسيا أنها دعت ممثلي سبع دول في المنطقة بينها دول البلطيق وبولندا واوكرانيا إلى حضور المناورات العسكرية الضخمة التي تنظمها بالاشتراك مع روسيا على اراضيها.
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان ان “بيلاروسيا دعت ممثلي لاتفيا وليتوانيا واستونيا وبولندا والسويد والنرويج واوكرانيا الى حضور مناورات زاباد-2017 من 16 الى 20 أيلول-سبتمبر”. واضافت “وصل اليوم الى مينسك ممثلان عن كل دولة مدعوة” لحضور المناورات التي انطلقت الخميس على ان تنتهي في 20 أيلول-سبتمبر”.
وجاء في البيان ان هذه الدعوة “تعبر عن الرغبة في تطوير التعاون والتوافق بين الدول المجاورة وكذلك مبادئ المبادلة والانفتاح والشفافية”.
ألمانيا سبق وأن دعت إلى التعقل
أعلنت روسيا رفضها للمخاوف الغربية بشأن مناوراتها العسكرية مع بيلاروسيا، واصفة إياها بالدفاعية البحتة، والتي أقلقت على ما يبدو الدول المجاورة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وكانت ألمانيا قد دعت إلى التعقل في التعامل مع روسيا ومناوراتها العسكرية مع بيلاروسيا حيث سبق للوزير الألماني غابرييل سيغمار وأنّ حث الولايات المتحدة على التعامل بشكل متعقل مع روسيا، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في العاصمة الأميركية واشنطن.
وفي أعقاب اللقاء، أوضح نائب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن العقوبات التي فرضها الكونغرس الأمريكي على روسيا أثارت مخاوف من حدوث تأثيرات جانبية غير مقصودة في أوربا.
روسيا تبدأ مناورات عسكرية ضخمة على أبواب الاتحاد الأوروبي https://t.co/lopuOE7rSk— mohamed hamdan (@webmedaroba) 15 septembre 2017
وأضاف وزير الاقتصاد الألماني السابق: “نحن لا نريد أن ندمر علاقاتنا الاقتصادية مع روسيا بشكل كامل“، مضيفا أنّ بلاده لا تريد بأي حال من الأحوال أن تسهم في عودة عصر جليدي جديد بين روسيا والغرب.
موسكو تتهم البعض بإثارة حالة من الهستيريا
ولم تتردد روسيا في اتهام الدول المجاورة بإثارة حالة من الهستيريا حول المناورات العسكرية الضخمة التي تجريها في شرق أوربا، نافية أن تكون المناورات تجرى وسط أجواء تفتقر إلى الشفافية. وفي هذا الشأن قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “نرفض الشكاوى من أن هذه التدريبات تفتقر إلى الشفافية. نحن نعتبر إثارة حالة من الهستيريا حول هذه التدريبات بمثابة استفزاز”.
وفي سياق متصل أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنّ روسيا وبيلاروسيا إذا اتخذتا خطوات باتجاه الشفافية فإن هناك مخاوف في شأن التقدير الرسمي لأعداد القوات. وأوضحت الناطقة باسم البنتاغون ميشيل بالدانزا في بيان: “ندعو روسيا إلى تبادل المعلومات المتعلقة بمناوراتها وعملياتها في جوار حلف شمال الأطلسي من أجل أن تصل نياتها بوضوح وتقلل من احتمالات سوء الفهم“، مضيفة أنه: “في مواجهة هذا الغموض أنشأت الولايات المتحدة وجوداً دورياً مشتركاً في الجو والبر والبحر بالمنطقة، دعماً لحلفائنا”.
أما حلف شمال الأطلسي فدعا روسيا إلى اعتماد “الشفافية” معبرا عن أسفه لعدم تلقيه دعوة الا لإرسال ثلاثة مراقبين خلال الايام التي نظمت للمدعوين”.