الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا غير أوضاع البلاد بشكل كبير، وتداعياته استهدفت الكثير من المواطنين.
عائلة طوبا وسيفيري غوفن كانت من بين الأشخاص الذين تغيرت حياتهم بسبب الانقلاب.
إلى غاية الـ 15 يوليو/ تموز من العام الماضي، كانت العائلة تعيش في إسطنبول بشكل عادي مع طفليهما. سيفري وتوبا كانا يعملان كصحفيين في محطة تورك، وكان سيفري كذلك ناشطا حقوقيا.
حياة العائلة تغيرت بعد الانقلاب، وفرت من تركيا نحو اليونان.
سيفري غوفن:
“في الواقع بدأ الخوف يتملكنا عندما سمعنا عن الانقلاب، لأننا كنا نعلم بأنه سيتم الزج بالأشخاص الديمقراطيين في السجون سواء نجح الانقلاب أم فشل، ولهذا السبب خفت على عائلتي وعلى نفسي عندما سمعت بالانقلاب.
وبعد يومين من محاولة الانقلاب بدأت أسماء الصحفيين المغضوب عليهم تنشر على صفحات تويتر الخاصة بحزب العدالة والتنمية ليتم القبض عليهم، وعقب صدور هذه القائمة، بدأت الشرطة باقتحام منازل الصحفيين. الشرطة جاءت أيضا إلى بيتي ثلاث مرات. قمت مع عائلتي بالاختباء لمدة شهر تقريبا وكانت توبا في مكان آخر لأن الشرطة اعتقلت الصحفيات النساء ولهذا قررنا الهرب الى اليونان”.
سيفيري كان معروفا لدى السلطات التركية، حيث ألقت الشرطة القبض عليه في العام 2015 بعد نشره صورة مضادة لأردوغان في مجلة نوكتا. وبعد شهرين من الاحتجاز، أفرجت عنه المحكمة.
اليوم ومن ثيسالونيكي، يقوم سيفيري بالتعاون مع بعض المواقع الإخبارية التركية ولكن عددها قليل جدا. سيفيري لا يزال قلقا على عائلته المتواجدة في تركيا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
توبا غوفن:
ذهبنا جميعا إلى أدرنه وعبرنا نهر ميريك على متن قارب تجاري لنصل إلى الضفة اليونانية، عند وصولنا احتجزتنا الشرطة ووضعتنا تحت المراقبة لمدة 4 أيام. وبعد إخلاء سبيلنا توجهنا إلى مخيم للاجئين حيث بقينا أربعة عشر يوما.
تنقلنا بعد هذه المدة إلى هنا وسجلنا ابنتي في المدرسة الابتدائية لقد أنهت السنة، كما التحق ابني بالروضة. تغيير حياتك بهذا الشكل وفقدان عملك وإعادة كل شيء من الصفر أمر صعب جدا، ولكن ما بوسعنا القيام به.”
عائلة غوفن تقدمت بطلب اللجوء، وفي نفس الوقت تحاول نشج علاقات اجتماعية طبيعية. الأطفال يذهبون إلى المدرسة في اليونان، وكثيرا ما يلتقون بأسر أخرى من تركيا فرت هي كذلك. بالنسبة لتوبا العودة إلى تركيا أمر مستحيل.
كوستاس تسيلوس، يورونيوز:
العديد من الأسر التركية التي تعارض الحكومة فرت من تركيا خلال رحلات خطيرة إلى اليونان بحثا عن السلامة والأمن، هم اليوم قلقون على عائلاتهم التي بقيت في تركيا ولكنهم يشعرون بالواجب تجاه وطنهم لجعل قصصهم معروفة للعالم أجمع.