أحيت فرنسا،الذكرى السنوية الثانية،للاعتداء الإرهابي،الذي تبنته القاعدة،و الذي طال مقر صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس.
بعد عامين على الاعتداء الذي أدى الى القضاء على فريق تحرير شارلي ايبدو، لا تزال الصحيفة تدافع عن حقها في السخرية من كل شيء حتى وان كانت لا تزال تتلقى تهديدات. بعد أن أصبحت رمزا لحرية التعبير باتت شارلي ايبدو تدفع ثمن شهرتها لأن رسومها تثير بانتظام التهديدات ومشاعر الغضب.
في السابع من كانون الثاني/يناير 2015 دخلت فرنسا في دوامة العنف الجهادي التي أوقعت ألى هذا اليوم 238 قتيلا. في ذلك اليوم اقتحم الشقيقان سعيد وشريف كواشي مقر الصحيفة في باريس وقتلا 11 شخصا بينهم عدد من الرسامين – كابو، ولينسكي، شارب، اونوريه، تينيو،
وسرعان ما انتشرت رسالة دعم للصحيفة بعنوان “أنا شارلي”. ونزل الملايين من الفرنسيين المصدومين إلى الشارع في تظاهرة ضخمة دعما للصحيفة التي تعرضت للهجوم لنشر رسوم كاريكاتورية موضوعها النبي محمد. كان ذلك في 11 من يناير 2015 حيث انضم الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ، مع 47 من قادة دول أجنبية بينهم زعماء عرب، إلى المسيرة الحاشدة في العاصمة الفرنسية باريس، للتأكيد على نبذ العنف والإرهاب.
في أيار مايو من العام 2014،وقعت عملية اعتبرت إرهاصا لعمليات إرهابية ستطال أوروبا لاحقا. يتعلق الأمر بعملية إرهابية ضد المتحف اليهودي في بروكسل حيث قتل في الاعتداء أربعة أشخاص،داعش يتبنى العملية.
حتى وإن لم تضمد أوروبا جراحها بعد،فإذا بعملية إرهابية أخرى تقع بعد 11 شهرا من تاريخه، في الثالث عشر من نوفمبر،من العام 2015، هجمات إرهابية تؤدي إلى مقتل 130 شخصا وجرح الكثيرين،كان ذلك في فرنسا.
لكن العمليات الإرهابية عرفت تزايدا معتبرا،وأحيانا بأساليب متشابهة، في الثاني والعشرين من مارس/ آذار 2016 تتعرض بلجيكا لعمليات إرهابية قتل جراءها 32 شخصا،وفي الرابع عشر من تموز/2016،يقوم إرهابي بدهس المارة في نيس،86 قتيلا،وفي التاسع عشر من ديسمبر الماضي،عملية دهس مشابهة في برلين،توقع 12 قتيلا و جرحى.
هذا وارتفعت مبيعات شارلي ايبدو أكثر من العام 2015 وتباع 100 ألف نسخة منها أسبوعيا مقابل 30 ألفا قبل الهجوم. والأموال التي جمعتها من زيادة مبيعاتها والتضامن معها أتاحت لها التطور وترجم موقعها الإلكتروني جزئيا إلى الإنكليزية وأطلقت نسخة ألمانية للصحيفة مؤخرا.
ويوضح الصحفي،ريس، وهو مدير نشر الصحيفة، أنه منذ عامين أصبح الناس أقل تساهلا وأكثر تشددا”.كما أن من بين أشهر الرسامين و المحررين،ليوز و باترك بيلو،فقد غادرا الصحيفة،لأسباب عدة.كما حمل العدد الذي صدر بعد الاعتداء،رسومًا أكثر سخرية للرسام “ليوز”. والذي يقول: “لقد كتبت، كل شيء تم الصفح عنه،ثم أجهشت باكيا،كتبنا ذلك في الصفحة الأولى”.
وفي الذكرى الثانية للهجوم لم تفقد الصحيفة روح الفكاهة السوداء ونشرت على صفحتها الأولى هذا الأسبوع رسما يظهر شخصا ينظر في فوهة بندقية يحملها إسلامي مع عبارة “2017 أخيرا نرى نهاية النفق.