في التشكيلة الجديدة للبرلمان الروسي “الدوما“، حصل حزب “روسيا الموحدة” على الأغلبية الدستورية. وحسب النتائج الأولية (النتائج الرسمية ستعلن في 23 أيلول/سبتمبر)، حزب روسيا الموحدة أحرز 54.17%، تلاه الحزب الشيوعي الروسي بـ 13.37%، ثم الحزب الليبرالي الديمقراطي بـ 13.18%، وحزب روسيا العادلة بـ 6.21%. حزب جيرينوفسكي (الليبرالي الديمقراطي) حسّن نتائجه بشكل ملحوظ من حيث تمثيله في البرلمان.
فيما كانت مشاركة الناخبين بشكل عام ضعيفة، إذ وصلت إلى 47.76% فقط، وهو مستوى تاريخي متدن. حققت المشاركة في انتخابات عام 2011 نسبة 60% من السكان الذين يملكون حق الانتخاب.
حول هذا الموضوع أجرت ناتاليا مارشالكوفيتش، من يورو نيوز، مقابلة مع الخبيرة تاتيانا ستانوفايا:
ماذا تقول نتائج الانتخابات العامة في روسيا. ضيفتنا اليوم في باريس تاتيانا ستانوفايا، مديرة إدارة التحليل في مركز التقنيات السياسية، مرحبا،
نبدأ بالحديث عن المشاركة ، إذ أنها كانت متدنية جدا، مقارنة مع انتخابات عام ألفين وأحد عشر، لماذا؟
في الواقع، كان مستوى المشاركة ضعيفا، وأدنى بكثير من السابق. هناك العديد من الأسباب الموضوعية لذلك. بداية نشهد زيادة الاحباط في المجتمع الروسي، وهذا يتعلق بانخفاض نوعية الحياة المعيشية ومستوى الدخل لدى السكان. كما نرصد انخفاضا ملحوظا في الاهتمام بالانتخابات وبالسياسة بشكل عام. إضافة إلى ذلك، كان هناك استراتيجية من قبل السلطة تعيق زيادة المشاركة. إنه موضوع جدل ، إذ يؤكد بعض المحللين أن هناك رغبة في خلق شروط لخفض المشاركة. البرلمان هو كذلك. هذه هي الحقيقة، لأن تغيير موعد الانتخابات من كانون الأول/ديسمبر إلى أيلول/سبتمبر ، خلق شروطا للامبالاة.
إنه من الصعب أن تعبّئ الناخبين خلال الصيف. بالنتيجة، كانت الحملة الانتخابية لجميع الأحزاب ضعيفة وبدون استمرارية. إضافة إلى أن الخصوصية الأهم هي أن مسيرة الحملة فككت اهتمام الناخبين. ومسائل التنمية الاستراتيجية في البلاد، والوضع الاقتصادي، والسياسة الخارجية، تم وضعها جانبا. ويمكننا القول إن الأهمية القصوى، كانت للخطاب الوطني العنيف.
يورو نيوز:
لعل نتائج الانتخابات تتعلق بأنه، منذ أن بدا واضحا أن الأحزاب الأربعة البرلمانية ثابتة وما يتغير هو التشكيلة فقط. إذ نلاحظ أن الشيوعيين يفقدون أو يقلصون من تمثيلهم، بينما يتقدم حزب جيرينوفسكي.؟
حال النتائج ذو أهمية نسبية بالنسبة لحزب جيرينوفسكي، وبدون شك، يتعلق بالوضع الذي بدأ منذ أربع سنوات. وليس بأحداث عام ألفين وأربعة عشر، الأزمة الأوكرانية والقرم، بل لسنتين سابقتين مع عودة بوتين إلى سدة الرئاسة. ومنذ ذلك الوقت، أخذت السلطة تتلاعب بفعالية بالعواطف القومية.
نذكر المقال الذي كتبه بوتين في عام ألفين واثني عشر، حول الدور الخاص للأمة الروسية. وبالتأكيد، في هذه الحالة، فإن حزب جرينوفسكي أصبح الأكثر ملاءمة مع ترويج خطاب الدولة هذا خلال سنتين أو أربع. أما بشأن الشيوعيين، فقد أصبح من الصعب عليهم الحفاظ على ناخبيهم في هذه الظروف، مدركين أن بحث المشكلات الاجتماعية يعتبر مغامرة. السلطة لا ترغب ببحث هذه الأمور بنفسها ولا لدى أحزاب البرلمان الأخرى.
لذلك جاء قواعد اللعبة الانتخابية معقدة جدا. لكن معارضة النظام قبلتها للحفاظ على أقل قدر من التواجد في البرلمان، عند المستوى السابق. ونستطيع أن نرى بأن هذه الاستراتيجية لم تلاق النجاح.، لأن الأحزاب الثلاثة الباقية فقدت تأثيرها في البرلمان. فقد حصل حزب السلطة على الأغلبية الدستورية ولم يعد بحاجة إلى شركاء.