صورة شهيرة لطفلة صغيرة عارية هاربة من القصف الأمريكي بالنابالم خلال حرب الفيتنام تثير الجدل في النرويج منذ نحو أسبوعيْن بعد أن حذفها موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ورَفَضَ نشرَها إثر وضعِها من طرف نرويجي على صفحته. مبرِّر الحذف هو أن الطفلة عارية.
وبعد أن كبر الجدل ككرة الثلج، تراجع مسؤولو فيسبوك عن قراراهم أمس الجمعة.
رئيس تحرير صحيفة “آفتنبوستن“، أكبر صحيفة في النرويج، يحتج ويتهم مؤسسة فيسبوك بالمساس بحرية التعبير قائلا:
“ إنني أقول بصوت مرتفع وبوضوح إن الذي يحدث أمر خطير. أريد فتح النقاش حوله، وأخذُ الكلمة في القضايا غير المُريحة وفتحُ النقاش حولها هي مهمة وسائل الإعلام. يجب أن نتريَّث لرؤية ما الذي سيُسفِر عنه”.
رئيسة الوزراء النرويجية إيرْنا صولْبيرْغْ التحقت بموجة الجدل حول هذه الصورة داعمةً منتقِدي فيسبوك بنشرها الصورة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي وتفاجأت بتعرضها هي الأخرى لمقص رقابة الموقع الذي حذف الصورة.
وقالت صولبيرغ بهذا الشأن:
“حوالي تسعين بالمائة من ذوي الأعمار التي تقل عن ثلاثين عاما يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على مستجدات الأحداث. وإذا قام شخص مَا بنشر صُوَر كان لها أثرٌ في التاريخ ويُشوِّه هذا التاريخ فإننا نخسر شيئا هاما على مستوى تربية النشأ على كيفية فهم المجتمع ويتأثر بذلك تطوُّر المجتمع “.
رئيسة الوزراء نَشرتْ صُوَرا شهيرة مغطاة جزئيا ببُقعة مربَّعة سوداء لإثارة الانتباه إلى خطورة مقص الرقابة على مِثل هذه الصُّور التاريخية كصورة الطفلة الفيتنامية التي تداولتْها جميع وسائل الإعلام العالمية وأثرتْ في الرأي العام العالمي خلال حرب الفيتنام وحاز صاحبُها جائزة دولية.