حوار أجراه وأنتجه عيسى بوقانون
بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعام ألفين و واحد، وأكثر من خمس سنوات على وفاة أسامة بن لادن العقل المدبر للهجمات الشهيرة، يظل السؤال بلا إجابة أين هو تنظيم القاعدة الآن؟ التنظيم الأشهر، الذي لم يعد يقوم بأعمال إرهابية واسعة النطاق، هل لا يزال موجودا؟
في حوار أجراه عيسى بوقانون أجاب السيد قيس العزاوي، سفير العراق السابق لجامعة الدول العربية في القاهرة على هذا السؤال:” نعم بالتأكيد التنظيم لا يزال موجود، والأمين العام للتنظيم هو أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن، وموجود أيضا نائب الأمين العام وهو أحمد أبو الخير، ومقرهم هو الحدود الباكستانية الأفغانية ويمارسون تنسيقهم مع بقايا فروع القاعدة سواء أكان في شبه الجزيرة العربية أو في دول المغرب العربي أو في إفريقيا أو حتى في اليمن”.
تأسس تنظيم القاعدة في عام ألف و تسعمائة وسبعة وثمانين على يد عبد الله عزام وتلميذة أسامة بن لادن.
بعد تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ذاع سيط التنظيم في العالم.
وبدأت أصابع الإتهام تشير إلى القاعدة خصوصا بعد هجمات سفارات الولايات المتحدة في نيروبي وكينيا ودار السلام وتنزانيا والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة شخص.
ومن بعدها توالت الهجمات في أرجاء العالم ابتداءا من كازابلانكا في المغرب في عام ألفين وثلاثة مرورا بالعاصمة الاسبانية مدريد في عام ألفين وأربعة وصولا إلى لندن لعام ألفين وخمسة.
وأخيرا الهجوم على جريدة شارلي إبدو في باريس في السابع من يناير لعام ألفين وخمسة عشر والذي أعلن تنظيم القاعدة مسؤليته عنه من خلال شريط فيديو مصور.
بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية العزم على تدمير التنظيم وبدأت بالتدخل العسكري في أفغانستان.
أثناء حوار عيسى بوقانون مع السيد قيس العزاوي سأله هل وفاة بن لادن تسببت في عدم التواصل بين أعضاء التنظيم المنتشرين في بلاد أخرى؟ وأجاب السيد العزاوي قائلا:” العدو الأساسي للقاعدة هو داعش، لأنه خرج عن سيطرته ولكنه ينبغي أن نعلم أن داعش أو النصرة أوالبغدادي و حتى التنظيمات الإرهابية الأخرى تسترشد بما يصرح به أسامة بن لادن، وهذا معناه أنهم يطبقون تعاليم أسامة بن لادن، يختلفون مع الظواهري ولكنهم يتفقون مع الأب الروحي للقاعدة وهو أسامة بن لادن”.
بعد وفاة بن لادن تولى أيمن الظواهري زمام الأمور بداخل التنظيم، وبدأ التنظيم في إطلاق تصريحات من فترة إلى أخرى دون المشاركة الفعلية في أي عمل إرهابي وبذلك إستقل تنظيم داعش عن تنظيم القاعدة وتلاه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد المغرب، إذ أعلنت هذه التنظيمات استقلالها عن القاعدة وولائها لزعمائها المحليين.