غزة– وطن للأنباء– عمر فروانة: "ولدت طفلتي الصغيرة في هذا الكرفان"، كان حديث المواطنة الكفيفة تحرير النجار (27 عاماً), التي وضعت مولودتها البكر (عمرها شهران), في أحد الكرفانات المقامة بجوار منزلها المدمر بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
تعيش تحرير مع زوجها غسان (30 عامًا) الذي يعاني اضطرابًا عقليًا, وابنتها في ذلك الكرفان في حي خزاعة (جنوب القطاع), بعدما تم تدمير بيتهم من قبل قوات الاحتلال وقضى على أحلامها.
تقول تحرير لــ وطن للأنباء: كنت أتمنى أن تكبر طفلتي وتشاركني السعادة في منزلي الذي دمر، خاصة أنني عشت أيام حملي فيه، ومن دون سابق إنذار عرفت أن منزلي هدم, بعد فرارهم من الحي الذي اجتاحته قوات الاحتلال.
وبحزن بدا على صوتها، قالت "كان حلمي أن يصبح لي بيت وكانت فيه كل آمالي لكنها تحطمت في النهاية".
وتشير إلى أن بيتها بُني بمساعدة من "أهل الخير وهيئة الأعمال الخيرية".
ودمرت آليات الاحتلال أحياء سكنية كاملة في حي خزاعة (شرق خان يونس), في حين نزح السكان إلى مراكز الإيواء وسط المدينة.
وأصيبت تحرير بــ"مرضي الضغط والسكري، نتيجة ما حل بها من كارثة"، وفق قولها، مشيرةً إلى أنها "تعرف مكان وجود جميع الأثاث في منزلها المدمر, وتديره بشكل كامل كأي إنسانة تشاهد ما حولها".
وتلفت تحرير، خلال حديثها مع وطن للأنباء، إلى "خوفها الكبير على رضيعتها من برد الشتاء القارس, خاصة أنها تعيش في كرفان شديد البرودة" محاولةً تجنيبها طفلتها أي مخاطر قد تلحق بها.
وبعد تنهيدة طويلة تقول تحرير: لن يعود بيتي كما كان, فلو تم بناء قصر لي لن يعوضني ذلك عن بيتي... كل ما جهزناه من ملابس لطفلتي قبل الولادة, أصبح هباء منثورًا.
ويعاني سكان الكرفانات من شدة البرد, إضافة لعدم وجود تصريف للمياه العادمة التي تخرح منه.
وتحاول تحرير التأقلم في حياة جديدة داخل الكرفان, لكنها تعتبره مكانًا غريبًا عن بيتها الذي كانت تعد الطعام فيه لها ولزوجها.
وتساءلت في رسالة إلى المؤسسات الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان, خاصة أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة, قائلة "أليس من حقي أن يكون لي بيت أعيش فيه؟".
وناشدت المسؤولين بــ"البحث عن معاناتهم وإيجاد الحلول المناسبة لهم، وأن تفي الحكومة بوعودها والإسراع بعملية الإعمار لكي يتم بناء بيت لها وتعيش فيه بكرامة كأي إنسان حر".

- See more at: http://www.wattan.tv/ar/tv/121820.ht