قداس ميلاد في أندونيسيا تكريما لأرواح ضحايا المدّ البحري الذي ضرب المنطقة في السادس والعشرين من ديسمبر-كانون الأول للعام ألفين وأربعة، ففي ذلك اليوم أدى زلزال بلغت شدته تسع درجات فاصل ثلاثة على سلّم ريختر قبالة سواحل أندونيسيا إلى أمواج هائلة على شواطئ أربعة عشر بلدا في المحيط الهندي بعضها بعيد جدا. وضرب هذا التسونامي اندونيسيا وكذلك سريلانكا والصومال واسفر عن سقوط حوالي مائتين وعشرين ألف قتيل.
ومع اقتراب الذكرى العاشرة لوقوع هذه الكارثة، يحذر خبراء وعائلات أو اقرباء ضحايا من أنّ ذكرى هذا اليوم المحزن تمحى تدريجيا وتحمل معها الإرادة في الاستعداد بشكل أفضل لهذا النوع من الكوارث. ونظرا لقناعتها بأنه كان يمكن إنقاذ أرواح الآلاف، وضعت السلطات قبل ثلاث سنوات نظاما إقليميا للإنذار المبكر.
“منذ العام ألفين وإثني عشر، لا يمكننا تقديم المعلومات للمجتمعات المحلية في غضون خمس دقائق فحسب، بل يمكننا أيضا إعلام متى يأتي التسونامي في أي مكان وفي أي وقت، بالإضافة إلى مدى إرتفاع الأمواج. فقد تمّ تسجيل ذلك في نظام دعم إتخاذ القرار، ومسألة التحذير لا تصل إلى خمس دقائق، ولكن المتوسط بين أربع دقائق وسبع وأربعين ثانية“، قال خبير في مجال الارصاد الجوية.
ولم يكن آنذاك نظام لتقييم خطورة الأمواج أو للإنذار المبكر، وأدرك كثيرون متأخرين عند وقوع الكارثة أنّ عليهم اللجوء إلى المرتفعات بينما وقف آخرون مذهولين ينظرون إلى البحر ينحسر قبل أن يعود بشكل جدار من الماء ليجرفهم.