ما هو تأثير البعثات الفضائية على حياتنا في كوكب الأرض؟
في تشرين الثاني الماضي، شاهد الملايين من الناس
رؤية المركبة “فيلة” وهي جائمة بنجاح على سطح المذنب 67P .
إنها قفزة عملاقة في تاريخ استكشاف الفضاء.
وعلى الأرض، يسعى مكتب برنامج نقل التكنولوجيا في وكالة الفضاء الأوروبية إلى استخدام كل هذه التقنيات الفضائية الحديثة لتسهيل وتطوير الحياة البشرية.
هذه التقنيات الفضائية قد تستخدم في عدد من الأنشطة اليومية.
على سبيل المثال، لدينا هذا الجهاز يستخدم كمحلل غاز خاص ‘برائحة’ المذنب وبتحليل العينات، هنا على الأرض، وفرت أكسفورد مايكرو واجهة طبية لتلك التقنية.
يقول فرانك زالسغيبير، رئيس مكتب برنامج نقل التكنولوجيا في وكالة الفضاء الأوروبية:” ما قمنا به في خلال العام في إطار برنامج مواز لفيلة، هو البدء في تصميم جهاز صغير يمكنه الكشف عن البكتيريا، التي تسبب عادة إصابات المعدة وتسبب الالتهابات التي تؤدي إلى السرطان”
هذا الجهاز الذي نجده على متن المركبة “ فيلة” استخدم لتشخيص السل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
هناك أيضا تطبيق مدهش لكشف وتعقب الحشرات.
يضيف فرانك زالسغيبير، رئيس مكتب برنامج نقل التكنولوجيا في وكالة الفضاء الأوروبية:“هناك تقنية أخرى مثيرة للاهتمام يمكن استخدامها في قطاع الأغذية تستند إلى مبدإ مطياف الكتلة.
احدى الشركات التي نتعاون معها في المملكة المتحدة تمكنت من استخدام هذه التقنية للبحث عن آثار كيميائية للحشرات. والكشف عن الخلل في الأماكن التي لا نريد أن يكون فيها خلل.
مثل غرفة الفندق ولكن أيضا في قطاع إنتاج الأغذية وتخزينها، نحن لا نريد حقا رؤية هذه الكائنات في مكان تخزين الأغذية”
نقل تكنولوجيات الفضاء، أكدت عليه في الواقع برامج الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من البداية.
يضيف فرانك زالسغيبير، رئيس مكتب برنامج نقل التكنولوجيا في وكالة الفضاء الأوروبية:“نتعامل مع الكثيرمن المنظمات البحثية، ونقوم بتشجيع الباحثين على التفكير فيما هو فضائي و ما هو غير فضائي، اي استخدام تقنيات خاصة بالفضاء في مجالات غير فضائية مثلما هو الحال مع روزيتا، خاصة عندما نعلم أن البرامج الفضائية يمكنها أن تدوم أكثر من عشر سنوات”
نقل تكنولوجيا الفضاء يعزز في الواقع الصناعة الأوروبية و يوفر فرص عمل جديدة مثلما هو الحال بالنسبة لهذه الشركة الفرنسية الواقعة قرب مدينة غرونوبل الفرنسية.
جهاز MIDAS الذي يحلل الغبار، موجود بالفعل على متن مسبار روزيتا، هذه الشركة الفرنسية استخدمت تقنيته في تطبيقات جديدة، خاصة بمجال جراحة القلب المفتوح.
يقول فرانسوا باريليو، أحد مهندسي الشركة الفرنسية:“وفرنا “جهاز الاستقرا “ الذي يمكننا من التحكم في الاهتزازات. عندما يقوم الجراح بجراحة القلب المفتوح،
يرتجف القلب داخل القفص الصدري... ما نفعله عادة هو ايقاف عمل القلب وهذا أمر خطير نسبيا،
الجهاز يسمح لنا بالتحكم في الإهتزازات للحد من ارتجاف القلب والسماح بالتالي للجراح بالعمل في ظروف مقبولة ، ينبض خلالها القلب.”
بعيدا عن مجال الصحة و العمليات الجراحية، تم أيضا استخدام تقنية الإستقرار في مجالات رياضية. مثل رياضة التزلج على الجليد، هذا الجهاز يسمح بتجنب الإهتزازات الخطيرة على الجليد.
يقول فرانسوا باريليو أحذد مهندسي الشركة الفرنسية:“لقد تم نقل هذه التكنولوجيا لتكون قادرة على السيطرة على الاهتزازات خلال عملية التزلج. خاصة عملية التزلج السريعة لقد تمكنا في هذا المستوى من التحكم في الإهتزازات أي منع الإهتزازات في نهاية عملية التزلج السريع.”
منذ بدء عمليات استكشاف الفضاء، كانت البعثات الفضائية مفيدة دائما للحياة على الأرض،
القطاع الخاص يسعى في الوقت الحاضر إلى مزيد الإستفادة من التقنيات المستخدمة في الفضاء، رغم ان ذلك يتطلب تمويلا ماليا ضخما .