بعد إعلان التعرف على هوية جثة آلكسندر مورا، أحد الطلبة الثلاثة والأربعين الذين اختفوا في السادس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الماضي في المكسيك، آلاف المواطنين وذوو المفقودين، من بينهم والد الطالب الضحية مورا، نظموا مسيرة احتجاجية في العاصمة مكسيكو لمطالبة الحكومة بالحقيقة في هذا الحادث الأليم والغريب في الوقت ذاته. هذه المأساة وقعت بعد أن تعرضوا لهجوم رجال شرطة البلدية في منطقة غيريرو، جنوب غرب البلاد، معروفين بفسادهم ومرفوقين بأفراد عصابة إجرامية محلية.
المحتجون في مكسيكو الذين يعتقدون بأن الشرطة المحلية هي التي قتلتْهم وأخفتْ آثارهم بإلقائهم في نهر بعد إحراق جثثهم، على حد قول بعض الشهادات، نادوا بشعارات مناهضة لسلطات بلادهم.
والد المفقود آلكسندر مورا والناطق باسم عائلات الضحايا قال أمام الجمهور:
“نحن لسنا بصدد البكاء على آلكسندر. بالعكس، نحن نعلم أن رحيله أصبح زهرة ثورة من أجل تغيير عميق في بلادنا. لا يهم أين هو الآن، لكنه يعرف أن أولياء الضحايا لن يهدأوا حتى يتم إحقاق الحق”.
اختفاء الطلبة في ظروف مشبوهة أحدث صدمة في أنفس المكسيكيين يحاول الرئيس آنريكي بينْيا نْييتو إدارة ارتداداتها السياسية بصعوبة خشية أن تُطيح به في أصعب أزمة يتعرض لها منذ مباشرة مهامه الرئاسية.
كما سَلطتْ الجريمة التي ارتُكِبتْ في حق الطلبة الأضواء على التداخل الخطير المسكوت عنه بين السياسة والمال الفاسد وعصابات الإجرام المنظَّم في البلاد.
حوالي سبعين شخصا اعتُقلوا في هذه القضية، من بينهم، أشخاص يُفترَض أنهم كانوا شهودا عمَّا حدث.
المحققون يواصلون البحث عن المفقودين حسب السلطات المكسيكية التي لم تنجح في مكافحةالإجرام المنظَّم الذي أودى بحياة نحو مائة ألف شخص في ظرف الأعوام السبعة الأخيرة.