مسلسل العنف والفوضى يتواصل في ليبيا التي شهد القسم الشرقي منها معارك عنيفة بعد أن شنت قوات موالية للحكومة الليبية هجوما بالقرب من مرفأ بنغازي بهدف استعادة السيطرة على هذه المنطقة الواقعة وسط ثاني مدن ليبيا، من الميليشيات الإسلامية.
والهجوم الذي تشنه قوات موالية للواء خليفة حفتر بمساندة وحدات من الجيش، هدفها “تطهير المنطقة من الجماعات الاسلامية المسلحة” إذ دعت قيادة الأركان الليبية المدنيين إلى إخلاء حي الصابري القريب من المرفأ حيث تتحصن جماعات إسلامية وسط الأهالي. وجرت مواجهات كذلك في حي الليثي في وسط المدينة والمعروف بانه معقل للاسلاميين المتشددين.
وكانت القوات الموالية للحكومة بمشاركة مقاتلين مدنيين سيطرت الأسبوع الماضي على أحياء جنوب وشرق بنغازي كما استعادت السيطرة على معسكرات وقعت في أيدي الاسلاميين. واستولت الميليشيات الاسلامية ومن بينها انصار الشريعة في تموز-يوليو على كامل المدينة تقريبا وطردت منها القوات الحكومية بعد بدء عملية “الكرامة“، التي أعلنها اللواء حفتر لطرد الإسلاميين في أيار-مايو. وشن حفتر بمساندة الجيش في تشرين الأول-أكتوبر هجوما جديدا لاستعادة ثاني مدن ليبيا. ومنذ ذلك التاريخ قتل أكثر من مائتين وخمسين شخصا على الأقل في المعارك.
ومنذ سقوط نظام القذافي في العام ألفين وأحد عشر بعد ثورة استمرت ثمانية أشهر، فشلت السلطات الانتقالية في تشكيل جيش نظامي مهني، وفرض سلطاتها على الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ آب-اغسطس ما اضطر أعضاء الحكومة إلى الهرب.