الرسام الهزلي كينو مبدع "مافالدا" يتحدث عن اميركا اللاتينية واوروبا والرسم الهزلي

Views 36

جواكين سلفادور لافادو المعروف بكينو ولد مدينة ميندوزا الارجنتينية عام اثنين وثلاثين وتسعمئة والف. إنه اول رسام ساخر ينال جائزة امير استورياس.

قبل خمسين عاماً خرجت الفتاة مافالدا من ريشته. وكانت تطرح الاسئلة الملفتة بسذاجتها مثيرة الاوضاع السياسية القائمة. لكن مرضاً اصاب عيني الرسام اوقفه عن الرسم. في اوفييدو باسبانيا التقاه الزميل فرانشيسكو فوينتس، فلنتعرف اليه في هذا الحوار.

“يورونيوز”: جائزة امير استورياس للتواصل والعلوم الانسانية، ماذا تعني لك؟ وما هو شعورك حين نلتها؟

كينو: “انا مسرور جداً لاني اكن الكثير من التقدير لهذه الجائزة. كانت تمنح دوماً لاناس احترمهم واعجب باعمالهم كثيراً”.

“يورونيوز”: انك اول رسام ساخر يحظى بهذه الجائزة...

كينو: “اتمنى الا اكون الاخير”.

“يورونيوز”: هل تعتقد ان المتخصصين بالرسم الساخر في العالم نالوا التقدير الكافي؟

كينو: “اعتقد نعم... اعتقد انه منذ ان صنف امبيرتو ايكو هذا النوع من الادب المرسوم، تحسنت الامور بالنسبة الينا”.

“يورونيوز”: كيف ترى مستقبل الرسم الهزلي؟

كينو: “نحن داخل عملية انتقال تكنولوجية، ولا نعلم اليوم كيف ستنتهي. كحال الكتاب الالكتروني. في البداية كان هناك خوف من هذه التكنولوجيا التي تفرض نفسها على الطباعة الورقية وفي النهاية لم تفرض نفسها. اذاً من الصعب تنبؤ المستقبل”.

“يورونيوز”: هل من الممكن ان تدخل الآي باد والالواح الرقمية والتويتر الى رسوماتك؟

كينو: “بداية هذا العصر التكنولوجي، بدأت اتسلى بالرسم مستخدماً هذه التكنولوجيا الجديدة، مع عبارات انكليزية في اغلب الاحيان، وهي تلك التي يستخدمها الناس دون ان يدركوا معناها. اعتقد ان التكنولوجيا ستغير العلاقات الانسانية. ولقد غيرتها بما يكفي، لكن مع اعاقة غريبة وهي ان للناس علاقة مع ملايين الاشخاص لكن لا اصدقاء لهم يقيمون معهم حوارات. وهذا غريب”.

“يورونيوز”: لنتحدث عن مافالدا والتي هي احدى الاسباب التي جاءت بك الى هنا الى استورياس. انها تحتفل بعامها الخمسين ومنذ بضعة اشهر معرض لها يجوب العالم. لرسوماتك الهزلية وافكارك اهمية كبرى. حين بدأت برسم مافالدا هل تخيلت كل هذه الامور؟

كينو: “لا، لم اكن اتوقع شيئاً. بدأت نشر هذه الشخصية دون التفكير كثيراً. لم اعمل كثيراً قبل نشرها، بعدها فكرت بكيفية اعطائها الاستمرارية. فوجدت ان طرح مفالدا الاسئلة على والديها /اسئلة مثل لماذا تقوم الحرب؟ لماذا هناك اناس فقراء؟ لماذا يدمر الكوكب؟ اسئلة يمكن للجميع الاجابة عليها فوجدت انها وسيلة جيدة لاثارة اهتمام الناس بمافالدا”.

“يورنيوز”: لماذا الزمن لا يمر على مافالدا؟ لم تتقدم في السن ابداً وكأنها ابدية...

كينو: “لا... اعتقد انه في اليوم الذي سينتبه فيه القارىء لعدم وجود تكنولوجيات حديثة في رسوماتي، وانها مجهولة تماماً عندي، حينها سيدرك ان هذه الشخصية ليست معاصرة وستفقد اهميتها”.

“يورونيوز”: نظراً لان مافالدا ما تزال معايشة للاحداث الحالية، يبدو لنا ان العالم لم يتغير كثيراً خلال السنوات الخمسين الاخيرة.

كينو: “قليلاً. انها خيبة امل كبيرة للتصرف البشري فذلك يشير لاستمرارنا بارتكاب الاخطاء نفسها ولم نتطور الا في مجال التكنولوجيا”.

“يورونيوز”: لماذا احوال العالم سيئة ؟

كينو: “اعتقد لان المصالح الاقتصادية اخذت مكان المصالح السياسية والايديولجية. اليوم لم يعد هناك ايديولوجيا وهذا غريب بالنسبة لجيل كجيلي، جيل الثمانية والستين شعاره الذي كان يردده هو الابداع في السلطة. كل ذلك كان جميلاً ولم يبق شيء منه اليوم”.

“يورونيوز”: احدى الصور التي ما تزال عن مافالدا في ذاكرتنا، هي انها لا تحب الحساء. قرأت انك استخدمت حساء مافالدا كصورة مجازية للدكتاتورية الارجنتينية. كيف عشت وعائلتك تلك الايام والتي دفعت بك للهروب الى ايطاليا؟

كينو: “عشناها كمواطنينا، كانت سيئة جداً. مغادرة البلاد كانت مقلقة جداً، تفقد معها العلاقة مع الاصدقاء والعائلة والاناس الذين تحبهم. اليوم العالم مليء بالهجرة فشرح معناها لا ضرورة له”.

“يورونيوز”: كيف ترى تطور اميركا اللاتينية مؤخراً ؟

كينو: “ارى ذلك لكني لا استطيع فهم ما يحدث. قبل خمس سنوات كنت اراها اكثر هدؤاً. اليوم انا فضولي جداً، اود معرفة ما يحدث”.

“يورونيوز”: واوروبا؟

كوينو: “اوروبا تحيرني كما اميركا اللاتينية”.

“يورونيوز”: علينا الا ننسى انك تعيش بين بوينس آيرس ومدريد، وهذا يجعل منك مشاهداً له امتياز.

كينو: “اوروبا، التي كانت منارة ثقافية بالنسبة لاميركا اللاتينية، هي اليوم في مرحلة لا نعلم ان كان سيصل الاتحاد الاوروبي معها الى التكامل ام الانحلال نهائياً. هناك بلدان تبحث عن الاستقلال وهذا ما اجده خطراً جداً، انها ليست بلدان وانما مناطق. لاني اعتقد انه في هذا الوقت من عدم اليقين يجب الاتحاد وليس الافتراق”.

“يورونيوز”: لنعد الى حساء مافالدا. اليوم ما هو حساؤها ام انه حساء كل الآلام ؟

كينو: “حساء مافالدا ، اليوم سيكون تقريباً صعود المجموعات الارهابية التي لا يعرف الغرب كيف يديرها لان الغرب لا يعرف ابداً التحضير للتعرف بشكل جيد على الثقافات الاخرى بهدف معالجتها والعمل وفقها”.

“يورونيوز”: كيف يرى كينو العالم؟

كينو: “اقرأ دوما الكتاب المقدس، للبحث عن افكار لقصصي المصورة مع العلم انني لست مؤمناً ولم اكن اقرأه يوماً مع فكر ديني. اعتقد ان البلدان لم ترتكب فقط الاخطاء نفسها في القرنين الماضيين وانما الكائن البشري لديه ميول لاتلاف ما احسن القيام به”.

“يورونيوز”: بماذا تؤمن؟

كوينو: “بالفكر البشري، حتى في الاوقات التي تتراجع فيها الانسانية كما خلال عهد النازية والفاشية. احياناً تنجح في بعض الامور الجيدة لكن بعد ذلك تتوصل الى افساد كل شيء”.

Share This Video


Download

  
Report form