تواجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس مأزقا سياسيا في الوقت الحالي يهدد النجاح الذي حققتاه عبر صناديق الاقتراع. فبعد عام من حكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي في مصر، خرجت جموع غفيرة لتطالبه بالاستقالة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتبع ذلك تدخل الجيش لعزله من منصبه، ورغم الجدل حول توصيف ما حدث بأنه انقلاب عسكري أم لا، فإن شعبية تيار الإسلامي قد شهدت تراجعا ملحوظا في مصر في الفترة الأخيرة نتيجة لضعف أدائه السياسي. وفي تونس أجج مقتل السياسي اليساري محمد البراهمي الأزمة السياسية في تونس ووُجهت اتهامات لحكومة النهضة مجددا بالتقصير في محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى الاتهامات بالتلكؤ في كتابة الدستور وعدم التوصل لصيغة ترضي جماعة الأطراف. ورغم أن تيار الإسلام السياسي يتحدث عن مؤامرة تحاك ضده من الخارج والداخل، فلم يقدم للجماهير التي انتخبته إنجازات مرضية لا على المستوى الاقتصادي ولا السياسي، فهل ستتمكن قوى الإسلام السياسي من استعادة ثقة جماهيرها مجددا، أم أن شعبيتها ستتراجع لحساب التيارات المدنية؟